أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن العالم يعيش اليوم “لحظة تاريخية” تمثل انتصارًا لإرادة السلام على منطق الحرب، مشيرًا إلى أن مدينة شرم الشيخ، التي طالما كانت رمزًا للحوار والتقارب، تحتضن اليوم ميلاد مرحلة جديدة من الأمل والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس السيسي، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” اليوم الأربعاء، إن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الحرب التي استمرت على مدار عامين كاملين من المعاناة الإنسانية والسياسية.

وأضاف الرئيس أن الاتفاق “لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح بابًا جديدًا للأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار والتنمية”.
بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ رسميًا ظهر اليوم الأربعاء، بعد أيام من المفاوضات غير المباشرة التي استضافتها مدينة شرم الشيخ منذ الاثنين الماضي، بمشاركة وفود فلسطينية وإسرائيلية، وبحضور وسطاء إقليميين ودوليين.
اقرأ أيضًا
خطة سلام ترامب ترى النور.. توقيع المرحلة الأولى بين إسرائيل وحماس
وجاء الاتفاق تتويجًا لسلسلة من المحادثات المكثفة التي شارك فيها ممثلون عن الفصائل الفلسطينية، والوفد الإسرائيلي، إلى جانب وفود دولية رفيعة المستوى من الدول الراعية للاتفاق.
حضور رفيع المستوى من الوسطاء الدوليين
شهدت جلسات التفاوض مشاركة شخصيات بارزة من الدول الوسيطة، في مقدمتهم اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وإبراهيم قالين، رئيس المخابرات التركية، إلى جانب رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ورئيس الوفد المفاوض.
كما شارك من الجانب الأمريكي كل من ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، المبعوثين الخاصين للإدارة الأمريكية، واللذين لعبا دورًا رئيسيًا في بلورة البنود النهائية لخطة السلام التي أُعلن عنها اليوم.
خطة ترامب للسلام.. من الرؤية إلى التنفيذ
ويأتي الاتفاق ضمن المرحلة الأولى من خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تهدف إلى تحقيق تسوية شاملة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، برعاية وضمانات إقليمية ودولية.
وتنص المرحلة الأولى على وقف شامل لإطلاق النار وبدء إجراءات إنسانية عاجلة لإغاثة سكان غزة، تمهيدًا لبدء مفاوضات سياسية أوسع تتناول قضايا الوضع النهائي، وإعادة إعمار القطاع، وضمان أمن واستقرار المنطقة.
شرم الشيخ.. منبر جديد للسلام
بهذا الاتفاق، تعود شرم الشيخ لتثبت مكانتها كـ”مدينة السلام”، بعدما جمعت على أرضها أطرافًا كانت متنازعة لسنوات طويلة، لتصبح مجددًا منبرًا للتفاهم وركيزة لحوار إقليمي ودولي يسعى إلى إنهاء عقود من الصراع.
ويأمل المراقبون أن يشكل هذا الاتفاق نقطة تحول حقيقية نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا، وأن يفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من التعاون والبناء المشترك بين شعوب المنطقة.