جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على موقف مصر الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، تكون القدس الشرقية عاصمتها، باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم والاستقرار الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط.
جاءت تصريحات الرئيس السيسي خلال استقباله، صباح اليوم الخميس، أورشكا كلاكوتشار زوبانيشيش، رئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية سلوفينيا، وذلك في قصر الاتحادية بالقاهرة، بحضور الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري.

الرئيس المصري يشيد بتطور العلاقات المصرية – السلوفينية
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد استعراضًا لمجمل أوجه التعاون الثنائي بين مصر وسلوفينيا، حيث أشاد الرئيس السيسي بالتطور الملموس الذي شهدته العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، مؤكداً أهمية استمرار هذا الزخم الإيجابي في دفع العلاقات نحو المزيد من الشراكة والتنسيق.
وأشار الرئيس المصري إلى الدور المهم الذي تلعبه المؤسسات البرلمانية في البلدين في تعميق العلاقات وتعزيز التفاهم بين الشعبين، مؤكدًا أن التنسيق بين المجالس التشريعية يُسهم بدور فاعل في فتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات ذات الأولوية المشتركة، وعلى رأسها الاستثمار، الطاقة، التعليم، والسياحة.
اقرأ أيضًا
عريضة داخل الجيش الإسرائيلي تطالب بوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة
مناقشات موسعة حول الملف الفلسطيني والأوضاع في غزة
أوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد أيضًا مناقشة معمّقة للأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية. واستعرض الرئيس السيسي الجهود المكثفة التي تبذلها الدولة المصرية على مدار الأشهر الماضية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على إنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة، من خلال تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والتنسيق لتبادل الرهائن والمحتجزين بين الجانبين.
كما عبّر الرئيس المصري عن قلقه إزاء استمرار التصعيد وغياب أفق الحل السياسي، مؤكداً أن مصر ستواصل دورها التاريخي في دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، والضغط في اتجاه إعادة إطلاق مسار السلام الشامل.
سلوفينيا تؤكد موقفها الراسخ وتقديرها للدور المصري
من جانبها، أعربت رئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية عن تقديرها العميق للموقف المصري المتوازن والداعم لجهود التهدئة ووقف نزيف الدم الفلسطيني، مؤكدة أن بلادها ترفض بشكل قاطع أي محاولات لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين أو تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة.
وأضافت أن سلوفينيا تؤيد بالكامل مبدأ حل الدولتين، وتشيد بالدور المصري الرائد والمحوري في دعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما من خلال وساطاته المستمرة ونشاطه الدبلوماسي المتوازن.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة سلوفينية هامة
وخلال اللقاء، ثمّن الرئيس المصري إعلان سلوفينيا مؤخرًا عن اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية، مشيدًا بهذه الخطوة التي تنسجم مع القوانين الدولية والقرارات الأممية، وتعبّر عن التزام سلوفينيا بالدفاع عن حقوق الشعوب ورفض ازدواجية المعايير.
التأكيد على استمرار التشاور والتنسيق
وفي ختام اللقاء، أكدت رئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية سلوفينيا حرص بلادها على تعزيز قنوات التشاور السياسي مع مصر، وتكثيف التنسيق بين الجانبين في المحافل الدولية، بما يعكس تقارب الرؤى بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرة إلى أهمية دور مصر كشريك استراتيجي لأوروبا في تحقيق الاستقرار في شرق المتوسط والعالم العربي.