يُعد الربو من أكثر أمراض الجهاز التنفسي الالتهابية انتشارًا حول العالم، ومع ذلك قد لا يدرك عدد كبير من المصابين أنهم يعانون منه بسبب غياب عرض محدد يشير بوضوح إلى المرض.
وتوضح البروفيسورة ناتاليا نيناشيفا، أخصائية أمراض الحساسية والمناعة، أن أبرز أعراض الربو هو الصفير أثناء التنفس، إلا أن هذا العرض يتشابه مع أمراض أخرى مثل التهاب الشعب الهوائية أو نزلات البرد، ما يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا.
ويعاني كثير من المرضى من العطس المتكرر، السعال المستمر، نزلات البرد الموسمية، اضطرابات النوم، وضيق التنفس المصحوب بثقل في الصدر، وهي علامات مبكرة يجب الانتباه لها خصوصًا مع تكرارها في مواسم محددة مثل الربيع.
الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب
تشدد نيناشيفا على أن نوبات السعال الليلي تعد من أخطر المؤشرات التي لا ينبغي إهمالها، إذ تدفع المريض غالبًا إلى استشارة الطبيب.
وبالرغم من أن الشفاء التام من الربو غير ممكن حتى الآن، إلا أن الهدف من العلاج يتمثل في السيطرة على المرض والحد من تأثيره على الحياة اليومية.
ويُعتبر العلاج ناجحًا إذا أصبحت الأعراض خفيفة أو نادرة الحدوث، بحيث لا تتجاوز الحاجة إلى استخدام الدواء أكثر من مرتين أسبوعيًا.
أما في حال استمرار الأعراض بشكل ملحوظ، فهذا يعني أن خطة العلاج بحاجة إلى مراجعة دقيقة.
الأخطاء الشائعة في علاج الربو
أشارت نيناشيفا إلى أن عددًا كبيرًا من المرضى يعتمدون على موسعات الشعب الهوائية مثل “سالبوتامول” و”فينوتيرول” و”بروميد الإبراتروبيوم”، التي تعمل على توسيع الشعب بسرعة وتمنح المريض راحة فورية.
غير أن هذه الأدوية لا تعالج الالتهاب الكامن في الشعب الهوائية، ما يجعل الاعتماد عليها وحدها خطأً شائعًا وخطيرًا قد يؤدي إلى تفاقم المرض مع مرور الوقت.
ويؤكد الأطباء أن هذه الاستراتيجية العلاجية قد تمنح المريض شعورًا مؤقتًا بالتحسن لكنها لا تمنع تدهور حالته.
الأساليب الحديثة للسيطرة على المرض
توضح الأخصائية أن العلاج الأمثل للربو اليوم يعتمد على الجمع بين موسعات الشعب الهوائية والغلوكوكورتيكوستيرويدات المستنشقة، التي تُعد حجر الأساس في التعامل مع المرض.
فحتى في الحالات الخفيفة أو لدى المرضى الذين يعانون من نوبات نادرة، لا ينبغي إهمال العلاج الوقائي.
وتساعد هذه الأدوية على تقليل حدة الالتهاب، السيطرة على الأعراض، ومنع حدوث المضاعفات أو النوبات الشديدة.
كما تتيح الطرق الحديثة للطبيب وضع خطط علاجية فردية تناسب حالة كل مريض، بما يضمن الحفاظ على جودة الحياة وتقليل المخاطر الصحية على المدى الطويل.
اقرأ ايضًا…دراسة: بروتين “الفيريتين الخفيفة 1” قد يكون مفتاحًا لإبطاء شيخوخة الدماغ وتحسين الذاكرة