دخلت حزمة من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على المنتجات البرازيلية حيز التنفيذ اليوم (الأربعاء)، في خطوة مفاجئة أشعلت التوترات التجارية والسياسية بين واشنطن وبرازيليا، حيث تصل نسبة الضرائب الجديدة إلى 50%، وهي الأعلى التي تُفرض على دولة بعينها في تاريخ السياسات التجارية الأمريكية الحديثة.

قرار فرض الرسوم الجمركية يدخل حيز التنفيذ
القرار، الذي وقّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل سبعة أيام، بشأن الرسوم الجمركية جاء في شكل مرسوم رئاسي وُصف بأنه عقابي أكثر منه اقتصادي. وعلى الرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى عدم شمول البرازيل ضمن الدول المستهدفة بزيادة التعريفات الجمركية – خاصة مع وجود حد أدنى معمول به يبلغ 10% فقط – فإن ترامب اختار فرض نسبة 50% على بعض المنتجات البرازيلية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي.
اقرأ أيضًا
صندوق النقد يشيد بمرونة الاقتصاد السعودي.. ويؤكد الآفاق المستقبلية قوية
بولسونارو في قلب العاصفة
قرار الرسوم الجمركية لم يكن بمعزل عن المشهد السياسي في البرازيل. فبحسب ما ذكرته صحيفة “24 ساعة” السويسرية، فإن الرئيس الأمريكي يُحمِّل القضاء البرازيلي مسؤولية “الاضطهاد” السياسي الذي يطال الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، المتهم حاليًا بمحاولة قلب نظام الحكم عقب خسارته انتخابات 2022.
ووصف ترامب هذه الإجراءات القضائية بأنها “حملة شعواء”، معتبرًا أنها تقوّض الديمقراطية، ما دفعه إلى اتخاذ خطوات عقابية ضد شخصيات في السلطة القضائية البرازيلية، كان أبرزها فرض عقوبات على ألكسندر دي مورايس، أحد قضاة المحكمة العليا البرازيلية، والمسؤول الرئيسي عن التحقيقات المرتبطة ببولسونارو.
القهوة على رأس المنتجات المتضررة
وعلى الرغم من أن الأمر التنفيذي يستثني مئات المنتجات البرازيلية – مثل الطاقة، الطيران، عصير البرتقال والمكسرات – إلا أن قطاعات حيوية أخرى، وعلى رأسها القهوة، ستخضع لتلك الرسوم المرتفعة. وهو ما قد يؤدي إلى تأثيرات واضحة على حجم الصادرات البرازيلية إلى السوق الأمريكية، وخاصة في قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية.
الحكومة البرازيلية تقلل من التأثير وتنتقد القرار
من جانبها، قللت الحكومة البرازيلية من حجم الضرر المتوقع جراء هذه الرسوم، حيث أكدت في بيان رسمي أن نحو 36% فقط من صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة ستتأثر بالقرار، مع التأكيد على أن باقي المنتجات لا تزال تتمتع بإعفاءات أو رسوم منخفضة.
الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا لم يتأخر في الرد، حيث وصف الخطوة الأمريكية بأنها “مساس بسيادة البرازيل”، معتبرًا أن “زجّ الخلافات القضائية الداخلية في قضايا تجارية يمثل تجاوزًا غير مقبول للأعراف الدولية”.
الخطوة الأمريكية تعكس بشكل واضح الروابط السياسية التي تجمع ترامب ببولسونارو، حيث لطالما عبّر كلاهما عن الإعجاب المتبادل، وتشاركا في مواقف يمينية محافظة في عدد من القضايا الداخلية والدولية.

لكن هذه السياسات قد تُعقِّد مستقبل العلاقات بين البلدين، خاصة في حال عودة ترامب المحتملة إلى السلطة في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مقابل وجود حكومة برازيلية يسارية تتبنى مواقف مغايرة.