من المتوقع أن يستفيد ملايين المصابين بمرض السرطان من قفزة نوعية في سرعة التشخيص، بفضل مبادرة رقمية جديدة تجمع جميع سجلاتهم الطبية، التي كانت محفوظة سابقًا في صورة تناظرية، في منصة رقمية موحدة تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS).
وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية (DHSC) أعلنت عن إطلاق أداة مبتكرة تُعرف باسم “Cancer 360″، من المقرر تعميمها قريبًا في جميع أنحاء النظام الصحي الوطني.
وتُعد هذه الأداة بمثابة قاعدة بيانات مركزية موحدة تحتوي على كافة المعلومات المتعلقة بمرضى السرطان، وهو ما يُتيح للأطباء سرعة تحديد الحالات الأكثر إلحاحًا ومعالجتها بفعالية أكبر.

أداة السرطان 360
يُتوقع أن تُحدث هذه الترقية الرقمية، التي تُقدر تكلفتها بنحو 26 مليار جنيه إسترليني، تأثيرًا بالغًا على حياة المرضى خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.
إذ ستُسهم في الانتقال من الأنظمة التقليدية التي تعتمد على الورق والبريد الإلكتروني وجداول البيانات المتفرقة، إلى نظام رقمي متكامل يسهل الوصول إليه من قبل الطواقم الطبية.
وفي تعليق له على أهمية المشروع، أوضح وزير التكنولوجيا، بيتر كايل، أن الاعتماد الطويل على “أنظمة القلم والورق المتقادمة” قد أدى في كثير من الأحيان إلى ضياع معلومات حيوية، قائلاً: “قد تتوقف مواعيد مهمة أحيانًا على فقدان ورقة لاصقة أو مستند واحد، وهو أمر يمكن أن يهدد الأرواح”.
وأكد أن النظام الجديد يُعد خطوة جادة نحو تقليص فترات الانتظار وإنقاذ الأرواح، تماشيًا مع الخطة الحكومية للتغيير.
اقرأ أيضًا
فوائد حبوب القهوة الخضراء.. كيف يمكن أن تحسن طاقتك وصحتك؟
تسريع التشخيص لمرضى السرطان
ورغم أن استخدام أداة “Cancer 360” ليس إلزاميًا، فإن المؤسسات الصحية التي لا تحقق الأهداف الوطنية لعلاج السرطان – مثل بدء علاج 85% من المرضى خلال 62 يومًا من الإحالة – ستُطلب منها دراسة اعتماد هذه الأداة لتحسين أدائها.
وأكدت الوزارة أن الأداة لن تقتصر فوائدها على تسريع التشخيص فحسب، بل ستسهم أيضًا في تقليص التأخير في بدء العلاج، مما يزيد من فرص بقاء المرضى على قيد الحياة.
من جهته، أوضح الدكتور فين ديواكار، مدير التحول السريري الوطني في NHS، أن “Cancer 360” يمنح الأطباء “رؤية شاملة لمسارات رعاية المرضى”، وأضاف: “مع تعميم الأداة على مستوى البلاد، فإننا نتوقع تحسنًا ملموسًا في أوقات تقديم العلاج وفي تجربة المرضى أنفسهم”.
وقد أثبت البرنامج بالفعل فعاليته خلال فترة التجريب، حيث ساعد إحدى المؤسسات الصحية على تحقيق معيار “التشخيص السريع” – الذي ينص على ضرورة حصول 75% من المرضى على تشخيص أو استبعاد للإصابة بالسرطان خلال 28 يومًا من الإحالة.
أما الدكتورة ثريا عبدي، استشارية أمراض النساء والتوليد في مؤسسة تشيلسي وويستمنستر، فقد أعربت عن رضاها عن أداء البرنامج، مشيرة إلى أن “Cancer 360” ساعد طاقم العمل على دعم المرضى خلال مسيرة علاجهم بسرطان الجهاز التناسلي بأمان وفاعلية.
وأضافت أن من أبرز التحسينات التي حققها البرنامج تقليص الوقت الذي يستغرقه الفريق في أداء المهام الإدارية، مما انعكس بشكل مباشر على رفع كفاءة الأداء، وتعزيز روح الفريق، والأهم من ذلك، تحسين تجربة المريض ككل.

قفزة نوعية في المجال الطبي البريطاني
في خطوة تُعد قفزة نوعية في المجال الطبي البريطاني، كشفت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية عن منصة رقمية جديدة تُعرف باسم “Cancer 360″، من شأنها أن تُحدث تحولًا جذريًا في آلية تشخيص مرض السرطان.
المنصة، التي تعتمد على تجميع البيانات الطبية لمرضى السرطان من مصادر متعددة ضمن نظام رقمي موحد، تُمثل توديعًا فعليًا للأنظمة الورقية القديمة التي طالما أعاقت سرعة التشخيص وتنسيق الرعاية.
وبفضل هذه الأداة، سيتمكن الأطباء من الوصول السريع إلى معلومات شاملة ومحدثة عن كل مريض، مما يُمكنهم من إعطاء الأولوية للحالات الحرجة، والبدء بالعلاج دون تأخير. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استثمار حكومي ضخم يصل إلى 26 مليار جنيه إسترليني لتحويل البنية التحتية الصحية رقميًا.
ورغم أن استخدام الأداة ليس إلزاميًا، فإن أداء المؤسسات الصحية سيُقاس جزئيًا بمدى التزامها بالأهداف الوطنية، ما يدفع لاعتماد المنصة تدريجيًا. وهذه التقنية لا تُسرّع فحسب من عمليات التشخيص، بل تُحسّن تجربة المريض وتقلل من التكاليف الإدارية، ما يجعلها علامة فارقة في طريق التحول الرقمي للقطاع الصحي.

مرحلة التشخيص في مرض السرطان
بالنسبة لكثير من مرضى السرطان، فإن مرحلة التشخيص تُعد واحدة من أكثر المراحل توترًا وضبابية. وفي هذا السياق، تُقدّم أداة “Cancer 360” الرقمية بادرة أمل جديدة، ليس فقط للأطباء، بل للمرضى أنفسهم الذين غالبًا ما يواجهون فترات انتظار طويلة ومعلومات متضاربة.
التقنية الجديدة، التي بدأت تجريبها في بعض المستشفيات البريطانية، أثبتت قدرتها على تقليص الوقت اللازم للحصول على تشخيص واضح أو استبعاد الإصابة خلال 28 يومًا فقط من الإحالة. وهذا يعني أن آلاف المرضى يمكن أن يحصلوا على إجابات أسرع، ويبدأوا العلاج في توقيت مناسب قد يُنقذ حياتهم.
الأطباء بدورهم أشاروا إلى أن الأداة حسّنت من تنسيق الجهود داخل الفرق الطبية وخفّضت الضغط الإداري. الاستشارية ثريا عبدي لخصت التجربة قائلة إن “Cancer 360” ساعد المرضى على تجاوز المراحل العلاجية بأمان، بينما عزز من فاعلية الفريق الطبي وأثر إيجابيًا على الحالة النفسية للمرضى.
المنصة الرقمية ليست مجرد مشروع تقني؛ بل هي تغيير ثقافي حقيقي في كيفية تعامل النظام الصحي مع الأمراض الخطيرة، يُعيد للمرضى شعورهم بالثقة والسيطرة في أوقات يهيمن عليها القلق وعدم اليقين.