وقَّعت المملكة العربية السعودية وإيطاليا اتفاقية تاريخية لإنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية.
جاء ذلك خلال استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في الرياض، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين من الجانبين.
السعودية وإيطاليا توقعان اتفاقية تاريخية لإنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية

اقرأ أيضًا
القطاع العقاري في دبي يحقق أرقامًا قياسية تاريخية خلال 2024
ووفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، تُعد الاتفاقية محطة استراتيجية جديدة تُسهم في تعميق الروابط الاقتصادية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في قطاعات حيوية تشمل الاستثمار، والطاقة، والتجارة، والتكنولوجيا، بما يخدم المصالح المتبادلة ويحقق أهداف التنمية المستدامة.
استثمارات إيطالية بـ 10 مليارات دولار
من جانبها، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن إيطاليا وقَّعت اتفاقيات تعاون واتفاقيات صناعية مع السعودية بقيمة تقارب 10 مليارات دولار، مؤكدةً أن هذه الاتفاقيات تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين.
وأوضحت ميلوني أن هذه الشراكة لم تقتصر على الاتفاقيات الحكومية فحسب، بل شملت أيضًا دعم توقيع مذكرات تفاهم بين الكيانات العامة والخاصة من كلا البلدين.
مشروعات رؤية 2030
بحسب البيان، فإن الاتفاقية الجديدة ستُتيح للشركات الإيطالية فرصًا استثمارية واسعة في المشروعات الكبرى التي أطلقتها المملكة، مثل تلك المدرجة ضمن رؤية السعودية 2030، وهي خطة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على النفط.
وشدد البيان على أهمية مشاركة الشركات الإيطالية في تنفيذ هذه المشروعات، بما في ذلك الاستثمارات في الطاقة النظيفة والمتجددة، وتطوير البنية التحتية، والتكنولوجيا المتقدمة.
حضور وزاري مكثف
وعكس اللقاء بين الأمير محمد بن سلمان ورئيسة الوزراء الإيطالية التركيز الكبير على القطاعات الاقتصادية الرئيسية، حيث شارك فيه وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، ووزير التجارة ماجد القصبي، ووزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، مما يؤكد أن قضايا الاستثمار والطاقة والتجارة كانت محورًا رئيسيًا للمناقشات.
إشادة بالجهود السعودية
وخلال الزيارة، أشادت جورجيا ميلوني بالمبادرات الاقتصادية الطموحة التي تقودها المملكة، وعبّرت عن إعجابها بجهودها لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة. كما أعربت عن تطلع إيطاليا إلى تعزيز التعاون مع السعودية في المستقبل، مشددةً على أن هذه الاتفاقية تُعد خطوة كبيرة نحو بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
شراكة اقتصادية راسخة
تُعد المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الشركاء التجاريين لإيطاليا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تجمع بين البلدين علاقات اقتصادية متينة شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن تُسهم الاتفاقية الجديدة في تعزيز هذه العلاقات، من خلال توفير بيئة استثمارية أكثر جاذبية للشركات الإيطالية، وتوسيع دائرة التعاون المشترك في القطاعات ذات الأولوية لكلا البلدين.