التقى السفير الباكستاني لدى جامعة الدول العربية، عامر شوكت، مع معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، حيث قدّم أوراق اعتماده رسميًا كمندوب دائم لبلاده لدى الجامعة.
وخلال اللقاء، ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين باكستان وجامعة الدول العربية، مؤكدَين على أهمية دفع التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
السفير الباكستاني الجديد يُقدم أوراق اعتماده
وتناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث جدّد السفير شوكت موقف بلاده الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، مشددًا على التزام باكستان الثابت بحلٍّ عادل وشامل يُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، رحّب الأمين العام للجامعة بالسفير الباكستاني، متمنيًا له التوفيق في مهامه، وأشاد بالعلاقات التاريخية بين الدول العربية وباكستان، والدور الإيجابي الذي تلعبه إسلام آباد في دعم القضايا العربية على الساحة الدولية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار المساعي المشتركة لتعزيز الحوار والتنسيق بين جامعة الدول العربية والدول الإسلامية الصديقة، وتكثيف التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة.
نبذة عن العلاقات المصرية الباكستانية
تتمتع العلاقات بين مصر وباكستان بتاريخ طويل من التعاون الثنائي والتنسيق المشترك، تعود جذوره إلى فترة ما بعد استقلال باكستان في عام 1947. وسرعان ما أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية رسمية، وتبادلت السفارات، وتطورت العلاقات بينهما في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
على الصعيد السياسي، تتبنى القاهرة وإسلام آباد مواقف متقاربة في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها دعم القضية الفلسطينية، والدعوة إلى تسوية النزاعات بالطرق السلمية، ومكافحة الإرهاب. كما يجمع البلدين حرص مشترك على تعزيز التضامن الإسلامي والعمل من خلال منظمات إقليمية مثل منظمة التعاون الإسلامي.
اقتصاديًا، شهدت العلاقات المصرية الباكستانية تقدمًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تعمل الحكومتان على تنمية التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة. وتُعد باكستان سوقًا واعدة للمنتجات المصرية، بينما تسعى مصر إلى الاستفادة من الخبرات الباكستانية في مجالات مثل الصناعات الدفاعية والدوائية.
اقرأ أيضًا
أوكرانيا تستهدف جسر القرم للمرة الثالثة.. تفجير تحت الماء بـ1100 كجم من المتفجرات
أما في المجال الثقافي والتعليمي، فلطالما تبادل البلدان البعثات الطلابية والمنح الدراسية، واحتضنت الجامعات المصرية العديد من الطلاب الباكستانيين، خصوصًا في الأزهر الشريف، ما أسهم في تعزيز الروابط الشعبية والدينية بين الشعبين.
كما تتعاون مصر وباكستان في المحافل الدولية وتدعمان بعضهما في الترشيحات المختلفة داخل المنظمات الأممية، وهو ما يعكس مستوى الثقة والتنسيق السياسي القائم بينهما.
وبشكل عام، تُعد العلاقات المصرية الباكستانية نموذجًا للتعاون بين بلدين إسلاميين كبيرين، يسعيان إلى توسيع آفاق الشراكة بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الأمن والاستقرار في العالمين العربي والإسلامي.