وسط تصاعد الجدل بشأن ما إذا كانت محافظة السويداء محاصرة من قبل الحكومة السورية، وصلت قافلة مساعدات جديدة إلى المحافظة يوم الاثنين محمّلة بـ200 طن من الطحين ومساعدات إغاثية متنوعة. يأتي ذلك بالتزامن مع نفي رسمي قاطع لوجود أي حصار، وتصريحات دعت إلى تحييد الاحتياجات الإنسانية عن أي استغلال سياسي.
وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى اعتبر في منشور على منصة “إكس” أن الحديث عن حصار مفروض على السويداء عارٍ عن الصحة، واصفًا ما يجري بأنه نتيجة تصرفات “مجموعات خارجة عن القانون”. ودعا إلى تجريم خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، مشددًا على ضرورة تطبيق العقوبات القانونية لحماية النسيج الوطني. وأضاف أن قوافل الإغاثة لم تتوقف منذ بداية الأحداث، معربًا عن أمله في أن تصل المساعدات لكل من يحتاجها دون عراقيل من أي جهة.
جهود حكومية وأممية لتأمين الاحتياجات الأساسية في السويداء
في السياق نفسه، أوضح قتيبة إدلبي، المسؤول في وزارة الخارجية السورية، أن المساعدات الأخيرة جزء من مساعي الحكومة لترسيخ الاستقرار بعد المواجهات الأخيرة في المحافظة. وأكد أن الدعم الإنساني مستمر، متطلعًا إلى استعادة الحياة الطبيعية والانتقال إلى مرحلة الصلح المجتمعي والعمل السياسي.
وأكد محافظ السويداء مصطفى البكور أن دخول قوافل المساعدات إلى المحافظة يتم بشكل يومي ومنتظم عبر طريق بصرى الشام في درعا، نافياً وجود أي عوائق لمرور المنظمات الإغاثية. وكشف أن المساعدات الأخيرة شملت أيضًا 96 طناً من الطحين، و85 ألف لتر من المازوت للمشافي والأفران ومؤسسة الاتصالات، إضافة إلى معدات طبية تكفي لـ400 عملية جراحية.
كما شدد البكور على أن الورشات الخدمية تعمل بوتيرة متسارعة لإصلاح الطرق المتضررة وضمان سهولة تنقل المواطنين، مؤكداً استمرار إدخال المحروقات وتدفق المساعدات الإغاثية لتغطية الاحتياجات العاجلة في المحافظة.
دعوات لتحييد العمل الإنساني وتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع
من جانبه، وصف شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، يوسف جربوع، الوضع الإنساني في السويداء بأنه “سيئ”، موضحاً أن كميات المساعدات لا تكفي لتغطية الحاجة الفعلية، خاصة في ظل النقص في الطحين والمحروقات الذي يؤثر على تنقل السكان وعمل الأفران.
وفي تصريحات أعرب جربوع عن استيائه من تقصير الحكومة في أداء مسؤولياتها الإنسانية، وتركها الحمل على المنظمات الدولية. كما أبدى دعمه السابق لدخول وفد وزاري إلى السويداء عقب وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن رفض بعض القيادات لهذا الوفد كان قراراً خاطئاً أضاع فرصة لتعزيز الثقة.
وأضاف جربوع أن استعادة الثقة بين الدولة والمجتمع المحلي تتطلب مبادرات حقيقية، مثل إطلاق سراح المعتقلين وتقديم ضمانات لتحييد العمل الإنساني عن أي أهداف سياسية. ودعا إلى تدخل أممي أكثر فاعلية لتقييم الوضع عن قرب، مشددًا على أن السويداء “منطقة منكوبة” تحتاج إلى دعم إنساني واسع يشمل كل القطاعات.
تابع ايضًا…ترامب يطالب بتغيير نهج الحرب في غزة.. الوضع الإنساني كارثي