شهد قطاع السياحة في المغرب خلال العام الماضي طفرة غير مسبوقة ، حيث استقبلت البلد ما يقارب 17.4 مليون سائح، محققًا عائدات قياسية بلغت 112 مليار درهم (ما يعادل 11.2 مليار دولار)، وهذه الأرقام تعكس نموًا ملحوظًا بنسبة 43% مقارنة بعام 2019، وزيادة قدرها 7% عن عام 2023، مما يؤكد قدرة القطاع على التعافي والنمو رغم التحديات العالمية.
وكان شهر ديسمبر الماضي محطة بارزة في هذه الدينامية، حيث سجلت العائدات السياحية ما يقارب 8 مليارات درهم (800 مليون دولار)، بزيادة 11% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
السياحة في المغرب تتأقلم مع التوجهات العالمية
في تعليقها على هذه النتائج، أكدت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن هذا الارتفاع يعكس قدرة السياحة المغربية على التكيف مع المتغيرات العالمية، واستغلال المؤهلات الطبيعية والثقافية والبشرية التي يتمتع بها المغرب. وأضافت: “نركز اليوم على تقديم عرض سياحي متنوع وغني، يلبي تطلعات السياح من مختلف أنحاء العالم، وهو ما ينعكس بشكل واضح في الأرقام الإيجابية التي نحققها”.

أثر اقتصادي واجتماعي كبير
لا تقتصر أهمية هذه النتائج على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد لتشمل خلق فرص عمل وتعزيز التنمية المحلية. فبالإضافة إلى كون السياحة فبي المغرب ثاني أكبر مصدر للنقد الأجنبي في المغرب بعد تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، تسهم هذه الصناعة بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط القطاعات المرتبطة بها.
النقل الجوي: محرك رئيسي للنمو السياحي
من جهته، كشف عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، عن أن مطارات المغرب استقبلت خلال عام 2024 نحو 32 مليون مسافر، ما بين سياح وافدين ومسافري الخطوط الداخلية. وتوقع قيوح أن يصل عدد المسافرين إلى 60 مليونًا بحلول عام 2030، و90 مليونًا بحلول عام 2035، وذلك بفضل الجهود المبذولة لتعزيز النقل الجوي الداخلي وربط مختلف جهات المملكة الـ12.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة تعمل على توفير منظومة دعم تهدف إلى تقديم أسعار تفضيلية للركاب، مما يشجع على زيادة حركة النقل بين المطارات والمدن المغربية، ودعم السياحة في المغرب.
آفاق مستقبلية واعدة
تتطلع وزارة السياحة إلى استقبال 26 مليون سائح بحلول عام 2030، خاصة مع استضافة المغرب لبطولة كأس العالم. وتأتي هذه التوقعات في إطار استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة على المستوى العالمي، مستفيدًا من موقعه الجغرافي المتميز وتنوعه الثقافي والطبيعي.
باختصار، تؤكد الأرقام الأخيرة أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانته كواحد من أبرز الوجهات السياحية العالمية، مع توقعات بمزيد من النمو والازدهار في السنوات المقبلة.
اقرأ أيضًا:
برج جدة أطول مبنى في العالم.. معلم سعودي جديد ينافس برج خليفة
أهم المقاصد السياحية في المغرب
المغرب دولة غنية بالثقافة والتاريخ والطبيعة المتنوعة، مما يجعلها وجهة سياحية جذابة للزوار من جميع أنحاء العالم، وإذا كنت تنوي تجربة السياحة في المغرب، إليك بعض أهم المقاصد السياحية في المغرب:
مراكش
– ساحة جامع الفنا: قلب مراكش النابض بالحياة، مليئة بالعروض الشعبية والمطاعم والمحلات.
– قصر الباهية: قصر تاريخي يعكس روعة العمارة المغربية.
– حدائق ماجوريل: حدائق استوائية خلابة ذات لون أزرق مميز.
– مسجد الكتبية: من أبرز المعالم الإسلامية في المدينة.
فاس
– فاس البالي: المدينة القديمة المسجلة ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي، تشتهر بشوارعها الضيقة وأسواقها التقليدية.
– جامعة القرويين: أقدم جامعة في العالم لا تزال تعمل حتى اليوم.
– دباغة الشوارة: مكان تقليدي لصناعة الجلود باستخدام طرق تقليدية.
شلالات أوزود
– تقع في جبال الأطلس، وهي واحدة من أجمل الشلالات في المغرب، وتوفر فرصًا للتجول والاستمتاع بالطبيعة.
الصويرة
– مدينة ساحلية تتمتع بشواطئ رائعة ومدينة قديمة محصنة (المدينة العتيقة).
– تشتهر بفنونها الموسيقية، خاصة موسيقى “كناوة”.
السياحة في المغرب – الدار البيضاء
– مسجد الحسن الثاني: أحد أكبر المساجد في العالم، يتميز بفنائه الفسيح ومئذنته الشاهقة.
– كورنيش عين الذئاب: منطقة ساحلية جميلة للمشي والاستمتاع بإطلالات المحيط الأطلسي.
جبال الأطلس
– توبقال: أعلى قمة في شمال إفريقيا، وتعد وجهة شهيرة لمحبي التسلق والمشي لمسافات طويلة.
– وادي دادس: وادي خلاب يشتهر بمناظره الطبيعية الخلابة وقرى القصور.
الصحراء المغربية
– مرزوكة: قرية صحراوية تشتهر بالكثبان الرملية الذهبية، وتوفر تجربة ركوب الجمال والإقامة في الخيام التقليدية.
– زاكورة: بوابة الصحراء، تشتهر بواحاتها وثقافتها الصحراوية.
طنجة
– مغارة هرقل: مغارة طبيعية تقع على ساحل المحيط الأطلسي.
– الكاب سبارتيل: نقطة التقاء المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
مكناس
– باب المنصور: أحد أكبر الأبواب التاريخية في المغرب.
– ضريح مولاي إسماعيل: ضريح ملكي يعكس روعة العمارة المغربية.
أغادير
– شاطئ أغادير: من أشهر الشواطئ في المغرب، يتمتع بمناخ معتدل على مدار العام.
– وادي الطيور: حديقة حيوانات صغيرة وحديقة نباتية.
ورزازات
– قلعة آيت بن حدو واحدة من أهم وجهات السياحة في المغرب: قرية محصنة تقليدية استخدمت كموقع لتصوير العديد من الأفلام الشهيرة.
– استوديوهات أطلس: أكبر استوديوهات السينما في إفريقيا.
تطوان
– المدينة القديمة: مدينة بيضاء تتميز بفنونها المعمارية الأندلسية.
– المتحف الأثري: يعرض تاريخ المنطقة وثقافتها.
وتعكس هذه الوجهات التنوع الكبير لـ السياحة في المغرب، من المدن التاريخية إلى المناظر الطبيعية الخلابة والصحراء الساحرة.