أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن الوفدين السوري والإسرائيلي أحرزا تقدماً في محادثات تهدف إلى تطوير اتفاق أمني ثنائي، مشيراً إلى أنه مستعد لاتخاذ أي خطوة أو قرار يصب في مصلحة البلاد.

العودة إلى خط الفصل في الجولان
وأوضح الشرع أن المفاوضات الجارية تتركز على العودة إلى خط الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة، وهو الخط الذي تم ترسيمه بموجب اتفاق فض الاشتباك عام 1974، بعد حرب أكتوبر.
تكامل اقتصادي إقليمي
كما شدد الرئيس السوري على أهمية التكامل الاقتصادي بين دول الشرق الأوسط، مؤكداً أن بلاده منفتحة على أي مبادرة أو اتفاقية تحقق مكاسب مشتركة لسوريا والمنطقة.
الموقف من لبنان وحزب الله
وفيما يتعلق بالملف اللبناني، قال الشرع إن بعض الأطراف تحاول الاستفادة من “سوريا الجديدة” لتصفية حسابات مع حزب الله، لكنه أوضح أن دمشق “لا تسعى إلى الدخول في مثل هذه المعارك”.
اقرأ أيضًا
زيلينسكي: مستقبل أوكرانيا بيد شعبها وحده وسط تصاعد الحرب مع روسيا
وأضاف:”نتطلع إلى كتابة تاريخ جديد للعلاقات السورية ـ اللبنانية، وتحرير الذاكرة من الإرث الماضي، بعيداً عن الصور النمطية التي تُصوّرنا كإرهابيين أو تهديد وجودي.”
وساطة أميركية ومحادثات في باريس
يأتي ذلك فيما كان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد التقى في 20 أغسطس/آب الجاري وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي رون ديرمر في باريس، بوساطة أميركية.
وناقش الطرفان حينها آليات خفض التوتر في محافظة السويداء وتعزيز الاستقرار في الجنوب السوري، إضافة إلى إحياء اتفاقية 1974 الخاصة بفض الاشتباك بين الجيشين السوري والإسرائيلي.
بعد حرب أكتوبر 1973 بين سوريا ومصر من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، ظلّت الجبهة السورية – الإسرائيلية في حالة توتر شديد، خصوصاً في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وبوساطة أميركية قادها وزير الخارجية الأميركي حينها هنري كيسنجر، جرى التوصل في مايو 1974 إلى اتفاقية فض الاشتباك بين القوات السورية والإسرائيلية.
ونص الاتفاق على:
انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة القنيطرة وأجزاء أخرى من الجولان.
إقامة منطقة فاصلة منزوعة السلاح تديرها قوات الأمم المتحدة (الأندوف).
تحديد خط فصل بين الجيشين يمنع أي وجود عسكري ثقيل للطرفين في المنطقة العازلة.
التزام الطرفين بوقف إطلاق النار وعدم تغيير الوضع الميداني بالقوة.
ومنذ ذلك الحين، ورغم بعض الخروقات المحدودة، ظل خط الفصل قائماً لعقود، ما جعله واحداً من أكثر خطوط التماس استقراراً نسبياً في المنطقة حتى اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، حيث بدأت تظهر توترات جديدة مع وجود فصائل مسلحة مختلفة قرب الجولان.