في زحام الأكلات الحديثة وتنوع المطابخ العالمية، تبقى الأكلات التراثية البسيطة هي الأقرب إلى القلب، خصوصًا حين ترتبط بالدفء العائلي وذكريات الطفولة.
ومن بين هذه الأطباق التي لا يغيب حضورها في البيوت المصرية، تبرز “الشعرية باللبن” كواحدة من الأكلات التي تجمع بين الحلاوة والحنين، والبساطة والراحة.

الشعرية باللبن أكلة اقتصادية بطابع منزلي
تعتمد الشعرية باللبن على مكونات متوفرة في كل بيت: شعرية، حليب، سكر، وزبدة أو سمن. وببساطة خطواتها وسرعة تحضيرها، باتت وجبة مفضّلة لدى الكثيرين، سواء في الصباح الباكر أو كتحلية خفيفة بعد العشاء.
اقرأ أيضًا
فتة الحمص.. سر الطبق الشامي الذي لا يُقاوم
خطوات التحضير
تحمير الشعرية في ملعقة صغيرة من السمن أو الزبدة حتى تكتسب لونًا ذهبيًا مائلًا للبني.
يُضاف الحليب الساخن إلى الشعرية مباشرة (نحو كوبين لكل نصف كوب من الشعرية).
يُترك الخليط ليغلي على نار هادئة لمدة 10–15 دقيقة، حتى تنضج الشعرية تمامًا وتمتص جزءًا من اللبن.
يُضاف السكر حسب الرغبة، ويمكن تعزيز النكهة برشة من الفانيليا أو القرفة.
تُقدّم ساخنة أو دافئة، وقد يفضل البعض تناولها باردة، خاصة في الصيف.
لمسات منزلية تُضفي طابعًا خاصًا
في بعض البيوت، تُضاف مكسرات محمّصة مثل الزبيب أو جوز الهند، بينما تفضل بعض الجدّات إضافة قليل من النشا لمزيد من القوام الكريمي. وفي بعض القرى، تُطهى الشعرية باللبن في فرن الطين لتكتسب نكهة مدخنة خفيفة تميزها عن أي وصفة أخرى.
وجبة للأطفال والكبار على حد سواء
لا تقتصر شهرة الشعرية باللبن على كونها سهلة وسريعة، بل تُعد أيضًا خيارًا مغذيًا للأطفال، بفضل احتوائها على الحليب كمصدر رئيسي للكالسيوم، إلى جانب الطاقة التي توفرها من الكربوهيدرات والسكر.
في زمن السرعة والأكلات الجاهزة، تبقى الشعرية باللبن طبقًا منزليًا بامتياز، يستدعي من الذاكرة لحظات دفء وصباحات شتوية وصينية تحلية تتوسط الجلسات العائلية. وربما لهذا السبب، لا تزال تحتفظ بمكانها في قلب المطبخ المصري.