أكد مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الأربعاء، أن قطاع غزة يشهد حالة “جوع جماعي” سببها الحصار الإسرائيلي المستمر، محذرًا من كارثة إنسانية متفاقمة تطال المدنيين، وخصوصًا الأطفال.

الصحة العالمية: ارتفاع معدلات سوء التغذية
وقال مدير منظمة الصحة العالمية في تصريح رسمي إن المنظمة تتابع ارتفاعًا حادًا ومميتًا في معدلات سوء التغذية بين سكان القطاع، مشيرًا إلى أن 21 طفلًا دون سن الخامسة توفوا منذ بداية عام 2025 نتيجة الجوع وسوء التغذية الحاد، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والإنسانية.
اقرأ أيضًا
الجيش الإسرائيلي يقصف 120 هدفًا في غزة.. ومقتل 17 فلسطينيًا بينهم صحافية
إسرائيل ترفض الاتهامات وتحمل حماس المسؤولية
في المقابل، نفت الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها عن الوضع الغذائي في غزة، وقال المتحدث باسمها ديفيد مينسر في تصريح للصحفيين:
“لا توجد في غزة مجاعة تسببت بها إسرائيل، بل هناك نقص مفتعل من قبل حركة حماس”
واتهم مينسر عناصر من الحركة بـ”نهب المساعدات ومنع توزيع الغذاء”، مؤكدًا أن إسرائيل لا تتحمل المسؤولية عن النقص في الإمدادات داخل القطاع.
تحذير جماعي من أكثر من 100 منظمة دولية: المجاعة تتفشى
جاءت هذه التصريحات في وقت أطلقت فيه أكثر من 100 منظمة غير حكومية، من بينها أطباء بلا حدود، ومنظمة العفو الدولية، وأوكسفام إنترناشونال، وأطباء العالم، وكاريتاس، بيانًا مشتركًا حذّرت فيه من “تفشي مجاعة جماعية” في غزة.
وقالت المنظمات في بيانها:”زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم يعانون من الهزال، بينما تُمنع الإمدادات الإنسانية من الوصول إليهم رغم تكدسها في المستودعات، سواء داخل غزة أو في محيطها المباشر”.
ودعت هذه المنظمات إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح جميع المعابر البرية للقطاع دون شروط، وضمان تدفق حر وآمن للمساعدات الإنسانية التي تشمل الغذاء، ومياه الشرب، والإمدادات الطبية، والوقود، ومواد الإيواء.
أكثر من ألف قتيل في نقاط توزيع المساعدات
يأتي هذا التحذير بعد يوم واحد فقط من إعلان مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية شهر مايو/أيار، غالبيتهم كانوا بالقرب من مواقع تابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة مدعومة من واشنطن وتل أبيب، فيما تبقى مصادر تمويلها غير واضحة حتى الآن.
غوتيريش: ما يحدث في غزة “لا مثيل له في التاريخ الحديث”
وفي تصريح حاد، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الثلاثاء، إن الأوضاع في غزة بلغت درجة غير مسبوقة، مضيفًا:
“الأهوال التي يشهدها قطاع غزة نتيجة الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصًا من حيث عدد القتلى والدمار واسع النطاق، لا مثيل لها في التاريخ الحديث”.
ويأتي هذا التصعيد في الخطاب الأممي والإنساني في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات، بينما لا تزال العمليات العسكرية مستمرة في أنحاء القطاع.