نشرت وسائل إعلام إسرائيلية الصور الأولى لـ الأسيرات الإسرائيليات الثلاث بعد إطلاق سراحهن من قبل كتائب القسام في غزة، وظهورهن برفقة عائلاتهن.
وأوضحت التقارير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تسلّم الأسيرات الإسرائيليات من الصليب الأحمر الدولي في معسكر رعيم قرب غلاف غزة، حيث خضعن لفحص طبي أولي قبل نقلهن بواسطة مروحيات إلى المستشفيات لإجراء فحوص طبية شاملة.

جيش الاحتلال يعلن تسلم الأسيرات الإسرائيليات
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن الرهينات الإسرائيليات الثلاث، رومي جونين (24 عامًا)، إميلي دماري (28 عامًا)، ودورون شطنبر خير (31 عامًا)، عبرن الحدود إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بمواكبة قوات الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، لافتا إلى أن الرهائن خضعن لتقييم طبي أولي في نقطة استقبال بجنوب إسرائيل، قبل نقلهن إلى مستشفى في تل أبيب للقاء عائلاتهن وإجراء فحوص شاملة.

الإفراج عن 90 أسيرة فلسطينية
تمثل هذه الخطوة جزءًا من صفقة تبادل الأسرى، حيث من المقرر أن تطلق إسرائيل سراح 90 أسيرة فلسطينية من سجونها، وأفادت التقارير بأن وفدًا من الصليب الأحمر الدولي تسلّم الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر وسط إجراءات أمنية مشددة.
من المتوقع الإفراج عن أربعة أسرى إسرائيليين جدد يوم السبت المقبل، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ، يوم الأحد عند الساعة 11:15 صباحًا بالتوقيت المحلي.
لقطات توثق تسلم الأسيرات الإسرائيليات
وثّقت مقاطع فيديو تجمع أهالي الأسرى الإسرائيليين أثناء متابعتهم لحظات تسليم الرهائن رغم الحظر المفروض عليها داخل إسرائيل، مما يعكس حجم الاهتمام الشعبي والإعلامي بالصفقة.
تشكل صفقة تبادل الأسرى محطة فارقة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسط تساؤلات حول تأثير هذه التطورات على الأوضاع الميدانية والسياسية في المرحلة المقبلة.
وقف إطلاق النار عودة الحياة لقطاع غزة
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في تمام الساعة 11:15 صباحا بالتوقيت المحلي، وسط تطورات ميدانية وإنسانية، ، مع بدء تدفق المساعدات الإنسانية وعودة النازحين تدريجيًا إلى منازلهم المدمرة بفعل التصعيد الأخير.
وشهدت الساعات الأولى من الهدنة وصول شاحنات محملة بالمساعدات عبر المعابر، بينما عادت بعض العائلات النازحة إلى مناطقها لتقييم الأضرار، وفي غضون ذلك، انتشرت أجهزة الأمن التابعة لحركة حماس في مختلف مناطق القطاع للحفاظ على النظام، ما يشير إلى استمرار سيطرة الحركة على الأرض.
أجهزة الأمن الفلسطينية تنتشر بكثافة في غزة
أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة عن بدء انتشار مكثف لأجهزتها الأمنية والخدماتية في مختلف شوارع ومفترقات الطرق بجميع محافظات القطاع، وذلك مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الأحد.
وأوضحت الوزارة أن هذا الانتشار يهدف إلى مساندة المواطنين، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، بالإضافة إلى التعامل مع مخلفات الاحتلال التي تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا مثل شمال غزة ورفح.

وأكدت الأجهزة الأمنية أنها ستعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى لإعادة فتح الطرقات وإصلاح البنية التحتية المتضررة، بما يضمن تقديم الخدمات الأساسية للسكان المتأثرين بالعدوان الأخير.
وفي بيانها، أشارت الوزارة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا للجهود لإعادة الاستقرار إلى القطاع، من خلال تكثيف عمل الأجهزة الشرطية والأمنية وتفعيل الخدمات الحكومية التي تقدمها للمواطنين.
وطالبت الوزارة سكان القطاع بالتكاتف والتعاون لتجاوز آثار العدوان وإعادة بناء الحياة اليومية، مؤكدة التزامها ببذل كل الجهود لدعم المواطنين في هذه المرحلة الحرجة، موجهة رسالة إلى منتسبي الأجهزة الشرطية والأمنية تحثهم على التفاني في أداء واجباتهم وخدمة الشعب الفلسطيني، بما يعزز من صمود القطاع في وجه التحديات المقبلة.
تأتي هذه الخطوات ضمن جهود شاملة لتحقيق الاستقرار في غزة، حيث تركز السلطات المحلية على إعادة الحياة إلى طبيعتها ودعم السكان المتضررين، بالتزامن مع تدفق المساعدات الإنسانية ووعود دولية بإعادة الإعمار.

مواقف دولية وتصريحات متبادلة
في الوقت الذي تعهدت فيه أطراف دولية ببذل الجهود “لمنع عودة حماس إلى حكم غزة”، أشار المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إلى أن التزام الحركة بالاتفاق مرهون بالتزام إسرائيل بجميع بنود الصفقة، بما في ذلك الإفراج عن الرهائن.
جاءت هذه التصريحات عقب الإفراج عن ثلاث نساء إسرائيليات ووصولهن إلى إسرائيل، في إطار صفقة لتبادل الأسرى تشمل إطلاق سراح 90 أسيرة فلسطينية في المقابل.
ورغم دخول الهدنة حيز التنفيذ، يظل الوضع هشًا وسط مخاوف من انهيارها في حال عدم التزام أحد الأطراف ببنود الاتفاق، ويشير مراقبون إلى أن نجاح هذه المرحلة يعتمد بشكل كبير على الجهود الدولية لتثبيت التهدئة وتخفيف معاناة السكان في غزة.
اقرأ أيضًا: