حذرت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من أي محاولات لزعزعة منصب بكين القانوني في الأمم المتحدة، مؤكدة أن القرار الأممي رقم 2758 يمثل الأساس الصلب لمبدأ “الصين الواحدة”.

ونقلت قناة سي جي تي إن الصينية الناطقة بالعربية عن الخارجية قولها: “إن القرار الأممي يجسد بشكل رسمي وكامل مبدأ الصين الواحدة، ولا يقبل أي تشكيك أو إعادة تفسير”.
تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية
في ورقة تفصيلية نشرتها الوزارة لتوضيح موقفها من القرار، شددت بكين على أن “المعنى الجوهري” للقرار الأممي يتمثل في حقيقة أن هناك صيناً واحدة فقط في العالم، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، فيما تظل حكومة جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بالكامل على الساحة الدولية.
اقرأ أيضًا
أزمة داخلية جديدة.. وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يعتزم التنحي
وأضاف البيان أن أي محاولة للطعن في هذا المبدأ تعتبر تحدياً للنظام الدولي ولشرعية الأمم المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
تحذير شديد اللهجة للولايات المتحدة والدول الغربية
أكدت الخارجية الصينية أن بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، حاولت مراراً عرقلة عودة الصين إلى موقعها القانوني في الأمم المتحدة خلال العقود الماضية. وأشارت إلى أن هذه الدول سعت لطرح مسودتي قرارين كان هدفهما خلق ما يشبه “صينين” داخل المنظمة الدولية، غير أن تلك المساعي فشلت أمام الرفض الساحق من أعضاء الجمعية العامة.
وحذرت بكين من أن “أي محاولة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء مآلها الفشل الذريع”، مشددة على أن ملف تايوان سيظل شأناً داخلياً صينياً بحتاً.

التوحيد السلمي.. خيار استراتيجي ولكن
أعادت الصين التأكيد على أنها ما زالت ملتزمة بالسعي إلى إعادة التوحيد السلمي مع تايوان، مؤكدة أنها ستبذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك عبر الحوار والوسائل السلمية. لكن في المقابل، أوضحت بكين أنها لن تسمح بأي شكل من الأشكال بفصل تايوان عن أراضيها، محذرة من أن أي تدخل خارجي سيقابل برد حاسم.
يُذكر أن القرار الأممي رقم 2758، الذي صدر عام 1971، شكّل تحولاً جوهرياً في تمثيل الصين داخل الأمم المتحدة، حيث نقل مقعدها الدائم في مجلس الأمن من “تايوان” إلى جمهورية الصين الشعبية. وتعتبر بكين أن القرار أغلق بشكل نهائي أي جدل حول تمثيل الصين داخل المنظمة الدولية.
رسالة بكين للعالم: احترام الشرعية الدولية
اختتمت وزارة الخارجية الصينية بيانها بالتأكيد على أن احترام القرار الأممي 2758 ليس خياراً سياسياً فحسب، بل التزام بالقانون الدولي وبالشرعية الأممية. وقالت إن “التاريخ أثبت أن محاولات تقسيم الصين أو الطعن في وحدتها الترابية مصيرها الفشل، وأن العالم يدرك أن مبدأ الصين الواحدة أصبح قاعدة راسخة في النظام الدولي”.