أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، استعداد بكين لمواصلة الحوار المعمق مع نيودلهي بشأن النزاعات الحدودية، وذلك بطريقة وصفتها بـ”الإيجابية والبنّاءة”، بما يسهم في الحفاظ على السلام والاستقرار المستدامين على الخطوط الحدودية الطويلة التي تفصل بين البلدين.

ويأتي هذا التصريح عشية زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الهند، للمشاركة في الجولة الرابعة والعشرين من المحادثات بين الممثلين الخاصين المعنيين بقضية الحدود الصينية-الهندية، في وقت يراقب فيه المجتمع الدولي تطورات العلاقات بين القوتين الآسيويتين الكبيرتين.
اقرأ أيضًا
ترامب يعلن بدء خطوات لإنهاء حرب أوكرانيا ويكشف عن اتصالات مع بوتين
محادثات مرتقبة رفيعة المستوى
من المنتظر أن يتبادل الوزير وانغ يي وجهات النظر مع نظيره الهندي حول مسار العلاقات الثنائية، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبحسب الخارجية الصينية، تسعى بكين إلى “استغلال هذه الزيارة كفرصة” لتعزيز التفاهمات التي تم التوصل إليها بين زعيمي البلدين سابقًا.
وشددت ماو على أهمية الحفاظ على زخم التبادلات رفيعة المستوى، والعمل على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وزيادة التعاون العملي بين الطرفين، فضلًا عن معالجة نقاط الخلاف بحكمة ومسؤولية بما يدعم النمو المستقر والسليم للعلاقات الصينية-الهندية.
قناة تفاوض أساسية
وصفت المتحدثة الرسمية المحادثات بين الممثلين الخاصين في الملف الحدودي بأنها “قناة تفاوض رفيعة المستوى وأساسية” بين الجانبين، مشيرة إلى أن الاجتماع الثالث والعشرين الذي عقد في بكين في ديسمبر الماضي شهد توافقات ملموسة تتعلق بإدارة المناطق الحدودية، وتفعيل آليات التنسيق والتعاون العابر للحدود.
وأضافت ماو أن التواصل بين الطرفين استمر منذ بداية العام الجاري من خلال القنوات الدبلوماسية، مع التركيز على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقًا، ما يعكس جدية كلا البلدين في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
نزاعات مستمرة رغم الحوار
وتجدر الإشارة إلى أن الحدود بين الصين والهند تمتد بطول نحو 3500 كيلومتر، وتشهد بعض المناطق المتنازع عليها توترات متقطعة، تحولت في مرات سابقة إلى مواجهات عسكرية محدودة، كان أبرزها الاشتباك الدموي في وادي جالوان عام 2020.
ورغم استمرار تلك النزاعات، تؤكد بكين ونيودلهي – في مناسبات عديدة – رغبتهما في تجنب التصعيد، والسعي إلى حلول دبلوماسية تحفظ مصالح الطرفين وتعزز الاستقرار في جنوب آسيا.