أعلنت الصين عن خطط جديدة لتنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي سريع النمو، في محاولة لتجنب الاستثمار المفرط والمنافسة غير المنضبطة، رغم رهانها الكبير على هذه التكنولوجيا باعتبارها محركًا رئيسيًا لاقتصادها المستقبلي وأداة حاسمة في التنافس مع الولايات المتحدة.

توجيه حكومي للتنمية المتوازنة
قال تشانج كايلين، المسؤول في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وهي أكبر جهة مسؤولة عن التخطيط الاقتصادي في الصين، إن الحكومة ستشجع المقاطعات على تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل منسق ومتكامل، بحيث تستفيد كل منطقة من نقاط قوتها المميزة دون تكرار الجهود أو الانخراط في منافسة عشوائية.
اقرأ أيضًا
العلم يكشف هوية “جمجمة الوحش” بعد ستة عقود من الغموض
وأكد تشانج أن “التنمية يجب أن تستند إلى المزايا والموارد والأسس الصناعية المحلية”، مشيرًا إلى أن بكين “ستتجنب بحزم اتباع نهج القطيع في الاستثمار بهذا المجال”.
تحذيرات سابقة من شي جين بينج
تصريحات المسؤول الصيني تأتي بعد تحذير الرئيس شي جين بينج الشهر الماضي من خطورة الاستثمار المفرط للحكومات المحلية في الذكاء الاصطناعي، في ظل تجربة سابقة شهدتها الصين مع صناعات ناشئة مثل السيارات الكهربائية، حيث أدى فائض الإنتاج إلى ضغوط انكماشية على الاقتصاد.
الذكاء الاصطناعي.. رهان استراتيجي ضد واشنطن
رغم القيود الجديدة، لا تزال بكين تعتبر الذكاء الاصطناعي “محرك نمو جديد” لثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومجالًا أساسيًا للتنافس مع الولايات المتحدة. هذا التوجه دفع إلى زيادة كبيرة في الاستثمارات العامة والخاصة، مع سعي الحكومة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية.
خطة وطنية شاملة
في الأسبوع الماضي، نشرت الحكومة الصينية خطة عمل متكاملة تهدف إلى تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه وحوكمته، مع تركيز على:
-
تحسين التخطيط على المستوى الوطني.
-
تقديم دعم أكبر للشركات الخاصة.
-
تشجيع ظهور شركات “الحصان الأسود” في سباق الابتكار، مثل الشركات الناشئة التي تحقق تقدمًا مفاجئًا وسريعًا.
-
الذكاء الاصطناعي
نموذج محلي يثير الإعجاب
ومن أبرز الأمثلة على النجاحات الصينية، شركة ديب سيك، التي حققت شهرة عالمية مطلع هذا العام بفضل تطويرها نموذج ذكاء اصطناعي قوي ومنخفض التكلفة مقارنة بالنماذج الأمريكية، ما أثار موجة اهتمام محلية بقطاع الذكاء الاصطناعي.
الاستثمار في الشرائح الأمريكية
وفي موازاة ذلك، كشف تحليل لوكالة “بلومبرج” أن الشركات الصينية تخطط لتركيب أكثر من 115 ألف شريحة ذكاء اصطناعي من إنتاج شركة “إنفيديا” الأمريكية، داخل مراكز بيانات تُبنى في المناطق الصحراوية بغرب الصين، ما يعكس استمرار اعتماد بكين على التكنولوجيا الأجنبية رغم طموحاتها لتطوير بدائل محلية.