أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، أن قطاع غزة يواجه “كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث”، مشددًا على مواصلة الأردن لجهوده الدبلوماسية والإنسانية للضغط باتجاه وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع.

الملك عبدالله: نقف إلى جانب غزة من منطلق إنساني وأخلاقي
وخلال لقائه بعدد من الشخصيات الإعلامية في قصر الحسينية بالعاصمة عمّان، قال الملك عبدالله: “الأردن كان وسيبقى السند الأكبر للأهل في غزة”، مضيفًا أن معاناة المدنيين الفلسطينيين “تمس إنسانيتنا في الصميم، ليس فقط لقربها الجغرافي، بل لأن بلدنا بُني على المحبة المتبادلة والوقوف إلى جانب كل من يعاني”.
وأضاف أن “جهود الإغاثة، رغم أهميتها، لا تكفي أمام حجم الكارثة التي نراها، حيث تُباد عائلات ويُجَوَّع الأطفال”، مؤكدًا التزام الأردن بتقديم كل ما يمكن، دون انتظار مقابل، “انطلاقًا من واجبنا الأخلاقي والعروبي”.
الأردن يواصل تحركاته السياسية لإنهاء الحرب
أشار العاهل الأردني إلى أن بلاده تواصل اتصالاتها مع القادة العرب والشركاء الدوليين في إطار جهودها الداعية لوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب، وتحقيق هدنة إنسانية مستدامة تسمح بإيصال المساعدات إلى السكان المنكوبين.
مشاعر الغضب في الأردن تجاه معاناة غزة
وأعرب الملك عبدالله عن تفهمه لمشاعر الغضب التي تعتري الشارع الأردني تجاه ما يحدث في غزة من قتل وتجويع، قائلاً: “أنا أول من يشعر بذلك، لن نقف متفرجين أمام هذه المعاناة”.
غزة تحت الحصار منذ 7 أكتوبر
ويُشار إلى أن قطاع غزة، الذي يسكنه نحو 2.4 مليون نسمة، يرزح تحت حصار إسرائيلي خانق منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبرالأول 2023، على خلفية هجوم غير مسبوق شنته حركة “حماس” على مستوطنات إسرائيلية.
اقرأ أيضًا
عباس يرحب بإعلان نيويورك: خطوة تاريخية نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق الدولة الفلسطينية
مساعدات جوية ومبادرات دولية محدودة
وفي ظل استمرار الأزمة الإنسانية، استؤنف مؤخرًا إلقاء المساعدات من الجو في مناطق بغزة، بعد إعلان إسرائيل عن “تعليق تكتيكي” محدود لعملياتها العسكرية في بعض مناطق القطاع.
وتستعد عدة دول أوروبية، من بينها بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا، لإطلاق جسر جوي لإيصال مساعدات غذائية وطبية إلى المدنيين.
أونروا: الإنزالات الجوية غير كافية
من جانبه، وصف المفوض العام لوكالة “أونروا”، فيليب لازاريني، استئناف الإنزال الجوي للمساعدات بأنه “خطوة غير فاعلة” في مواجهة حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
الصفدي: إنقاذ حياة طفل فلسطيني يستحق المحاولة
وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال مشاركته في مؤتمر بالأمم المتحدة لإحياء حل الدولتين، أن الأردن سيواصل إرسال المساعدات جوًا “إذا كان ذلك سينقذ حياة طفل فلسطيني واحد”، مشددًا على أن “هذا وحده يكفي”.