أعلن القادسية عن ضم المهاجم الإيطالي ذو الأصول الأرجنتينية ماتيو ريتيغي (26 عاماً)، قادماً من نادي أتالانتا مقابل 70 مليون يورو، مع راتب سنوي يصل إلى 20 مليون يورو، أي ما يقارب ستة أضعاف ما كان يتقاضاه في إيطاليا. وتعد هذه الصفقة واحدة من أكبر صفقات الصيف الحالي، حيث تسعى الأندية السعودية لتعزيز فرقها بأسماء لامعة في كرة القدم الأوروبية.
الدوري السعودي يواصل سياسة العروض الفلكية
في موجة جديدة من الصفقات الضخمة التي تشهدها أسواق الانتقالات العالمية، واصلت الأندية السعودية جذب نجوم الدوريات الأوروبية برواتب ورسوم انتقال يصعب على معظم الأندية القارية مجاراتها. هذه المرة جاء الدور على نادي القادسية الذي يقوده المدرب الإسباني المخضرم خوسيه ميغيل غونثاليث مارتين ديل كامبو (ميتشيل)، ليقتنص المهاجم الدولي الإيطالي المولود في الأرجنتين ماتيو ريتيغي في صفقة توصف بأنها من الأكبر في تاريخ النادي والدوري على حد سواء.
من أوباميانغ إلى ريتيغي: إعادة تشكيل هجوم القادسية
جاء تحرّك القادسية إلى سوق المهاجمين بعد رحيل الغابوني بيير-إيمريك أوباميانغ، الذي عاد إلى أولمبيك مرسيليا، ما فتح الباب أمام تعزيز الخط الأمامي بقطعة هجومية رئيسية. اختار النادي ريتيغي (26 عاماً) ليكون رأس الحربة الجديد، ليس فقط لسجله التهديفي المميز، بل أيضاً لقدرته على لعب أدوار مختلفة داخل منطقة الجزاء وحولها.
تفاصيل مالية ضخمة: رسوم انتقال تقارب 70 مليوناً وراتب سنوي استثنائي
تشير التقديرات إلى أن القادسية دفع ما يقارب 70 مليون يورو لأتالانتا مقابل إتمام الصفقة، بينما سيحصل اللاعب على راتب سنوي يقارب 20 مليون يورو—أي نحو ستة أضعاف ما كان يتقاضاه في إيطاليا. أرقام من هذا الحجم تعكس اتساع الفجوة المالية بين الاستثمارات الرياضية المتنامية في السعودية والإمكانات المتاحة لغالبية الأندية الأوروبية، حتى تلك التي تلعب في الدوريات الخمسة الكبرى.
من جنوى إلى أتالانتا… إلى القادسية: مسيرة صاعدة بسرعة الصاروخ
كان ريتيغي قد انتقل من جنوى إلى أتالانتا في مطلع أغسطس 2024 مقابل نحو 22 مليون يورو. وفي بيرغامو وجد بيئة فنية مستقرة وأسلوب لعب هجومي مكّنه من تقديم أفضل موسم في مسيرته:
-
هداف الدوري الإيطالي (سيريا A) برصيد 25 هدفاً.
-
8 تمريرات حاسمة.
-
تفوّق على أسماء راسخة في سباق الهدافين مثل لاوتارو مارتينيز وروميلو لوكاكو ومويز كين.
هذا الانفجار التهديفي وضعه سريعاً على رادار أندية الصف الأول، قبل أن يحسم القادسية السباق المالي.
خسارة ثقيلة لأتالانتا… ونزيف متواصل في سوق الانتقالات
رحيل ريتيغي يشكّل ضربة موجعة لأتالانتا، الذي يواجه صيفاً معقداً بالفعل. النادي خسر مدربه التاريخي جيان بييرو غاسبيريني الذي تولى قيادة روما، فيما غادر ماتيو روجيري، وتحوّط الإدارة لمغادرة أخرى بارزة قد تشمل النجم النيجيري أديمولا لوكمان.
التقارير تشير إلى اتفاق مبدئي مع إنتر ميلان لضم لوكمان، بينما يضغط أتلتيكو مدريد للدخول على خط المفاوضات، مدركاً أن أتالانتا يفضّل تجنّب البيع لمنافس محلي مباشر في إيطاليا.
ريتيغي… مهاجم بجنسية مزدوجة وتجربة دولية لافتة
وُلد ريتيغي في الأرجنتين لكنه اختار تمثيل منتخب إيطاليا بعد أن استدعاه روبيرتو مانشيني خلال المرحلة السابقة من إعادة بناء الأزوري. يمتاز بأسلوب مركّب يجمع حس التمركز داخل منطقة الجزاء، والقدرة على اللعب كمحطة لاستلام الكرات تحت ضغط، إضافة إلى التحرك القوسي خلف المدافعين والضغط العكسي في فقدان الاستحواذ—صفات تجعل منه مناسباً للمدربين الذين يفضلون التحولات السريعة ولعب العمق المباشر.
لماذا تُغامر الأندية السعودية بهذا الحجم من الإنفاق؟
الصفقة تندرج ضمن إستراتيجية أوسع تُعلي من شأن الدوري السعودي كلاعب أساسي في سوق كرة القدم العالمية، عبر:
-
رفع الجودة التنافسية محلياً.
-
جذب جماهير دولية ومحتوى بث عالمي.
-
تسويق الأندية إقليمياً وعالمياً عبر نجوم معروفين.
-
تسريع بناء أصول كروية تُسهم في اقتصاد الرياضة والسياحة والترفيه.
كيف سيعوّض أتالانتا؟
النادي معروف بقدراته على اكتشاف المواهب وصقلها، لكنه يدخل صيفاً انتقالياً معقداً بلا غاسبيريني، ومع احتمالات خروج مزيد من الأعمدة. ملفات تعزيز الهجوم وخط الظهر ستتصدر الأولويات، خصوصاً إذا تأكد رحيل لوكمان. مراقبو السوق يترقبون إن كان أتالانتا سيبحث عن مهاجم بديل جاهز أم يعيد تكرار نهجه المفضل: جلب لاعب أقل شهرة وتحويله إلى نجم.
انضمام ماتيو ريتيغي إلى القادسية يمثل لحظة مفصلية تجمع بين القوة المالية السعودية وبراعة استقطاب المواهب العالمية، مقابل نزيف متواصل من الأسماء الكبيرة في أندية أوروبية متوسطة الحجم تقاتل للحفاظ على توازنها الرياضي والمالي. نجاح الصفقة ميدانياً—not فقط مالياً—سيحدّد إن كانت هذه الموجة من الانتقالات الضخمة ستُترجم إلى تفوق فني طويل الأمد، أم تبقى مجرد عناوين صاخبة في سوق متقلب.
تابع ايضًا…الهلال يعتذر عن المشاركة في كأس السوبر السعودي.. والاتحاد يلوّح بالعقوبات