انطلقت اليوم الثلاثاء في القاهرة أعمال قمة عربية طارئة، التي تستضيفها مصر لبحث الأوضاع في قطاع غزة ومستقبله، في ظل تطورات سياسية وأمنية متسارعة بعد انتهاء المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” وإسرائيل.
قمة عربية طارئة تشهد حضور الشرع وغياب 4 زعماء
وشهدت القمة حضوراً لافتاً للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الذي وصل إلى القاهرة على رأس وفد سوري، وذلك بعد تلقيه دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأكدت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن مشاركة الشرع تأتي في إطار مناقشة التطورات الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، خاصة بعد الخطة الأمريكية المثيرة للجدل التي طرحها الرئيس دونالد ترامب.

من جهة أخرى، سجلت القمة غياب أربعة زعماء عرب بارزين، فقد غاب الرئيس التونسي قيس سعيد، وأناب عنه وزير الخارجية محمد علي النفطي، بينما غاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وتمثّلت بلاده بوزير الخارجية أحمد عطاف.
كما أعلنت المملكة العربية السعودية غياب الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث ترأس وفد المملكة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وفي السياق ذاته، غاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وحلّ مكانه نائبه منصور بن زايد آل نهيان.
خطة مصرية لإعمار غزة
خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن خطة مصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً أن الخطة تشمل “بقاء الفلسطينيين على أرضهم”، وأعلن السيسي أن مصر ستستضيف مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل، مشيراً إلى أن بلاده تعمل مع الفلسطينيين على إنشاء لجنة مستقلة لإدارة القطاع.
وأضاف السيسي: “ندعو الدول العربية إلى تبني الخطة المصرية بشأن غزة، ولا سلام دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة”. كما أعرب عن ثقته في قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تحقيق السلام في المنطقة، مشدداً على أهمية البناء على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لدعم مسار السلام.
رفض عربي للخطة الأمريكية
جاءت القمة في ظل رفض عربي ودولي واسع للخطة الأمريكية التي اقترحها ترامب، والتي تتضمن تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن. وقد عبّرت العديد من الدول العربية عن رفضها القاطع لهذا الطرح، مؤكدة على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
توقعات بمخرجات القمة
يترقب المراقبون مخرجات هذه القمة، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية، والانقسامات العربية التي ظهرت من خلال الغيابات البارزة. وتأتي القمة كفرصة لإعادة توحيد الصف العربي حول قضية مركزية تشكل محوراً أساسياً للسياسة العربية منذ عقود.
في الوقت نفسه، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن القمة من تقديم رؤية موحدة وفعالة لمواجهة التحديات الراهنة، أم ستظل الانقسامات والخلافات العربية عائقاً أمام تحقيق أي تقدم ملموس؟
اقرأ أيضًا:
هل تعود الحرب على غزة؟ حماس ترفض المقترح الإسرائيلي ومصر تدين إيقاف المساعدات الإنسانية