وقّعت جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا اتفاق سلام شامل، بوساطة ورعاية مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ثلاثة عقود من النزاع المسلح الذي اندلع عام 1994 وخلف آلاف القتلى من الجانبين.

ويُعد هذا الاتفاق تطورًا سياسيًا وأمنيًا بالغ الأهمية في منطقة البحيرات العظمى، التي لطالما كانت مسرحًا لصراعات مسلحة ونزوح جماعي وعدم استقرار إقليمي.
حفل التوقيع بين الكونغو ورواندا
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن حفل التوقيع تم استضافته رسميًا في العاصمة واشنطن، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ووكيلة الوزارة للشؤون السياسية أليسون هوكر، والمستشار الأقدم مسعد بولص، الذي قاد عملية الوساطة والمفاوضات خلال الأشهر الماضية.
اقرأ أيضًا
المجلس الأوروبي يوقّع اتفاقًا مع أوكرانيا لإنشاء محكمة خاصة لجرائم الحرب
وقد مثّلت الكونغو الديمقراطية في التوقيع وزيرة الخارجية تيريز كايكوامبا واجنر، بينما وقع وزير الخارجية أوليفييه ندوهونجيريه نيابة عن حكومة رواندا، فيما وقع الوزير الأمريكي روبيو كشاهد رسمي على الاتفاق.
مشاركة إفريقية ودولية داعمة
شهد حفل التوقيع حضورًا إقليميًا ودوليًا لافتًا، حيث شارك رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، ووزير خارجية توغو روبرت دوسي ممثلًا عن الاتحاد، إلى جانب وزير الدولة القطري محمد بن عبدالعزيز الخليفى كمراقب من دولة قطر.
ويعكس هذا الحضور الواسع حجم الاهتمام الدولي بتحقيق الاستقرار في منطقة عانت طويلًا من الانقسامات السياسية والنزاعات المسلحة.
نتائج أشهر من المفاوضات المركزة
الاتفاق جاء تتويجًا لسلسلة طويلة من المفاوضات بدأت بإعلان مبادئ مشترك وُقع في 25 أبريل 2025.
خلال هذه المفاوضات، ناقش الطرفان أبرز القضايا العالقة، مثل ترتيبات الحكم والأمن ومشكلات التكامل الاقتصادي. كما تطرقا إلى التحديات المرتبطة بوجود الجماعات المسلحة، وانعدام الثقة المتبادل، وتوزيع الموارد.
وتم التوصل إلى تفاهمات أساسية تُمهّد الطريق لتحقيق سلام دائم يعالج جذور النزاع ولا يكتفي بتهدئة مرحلية.
الاتفاق يدخل حيز التنفيذ فور التوقيع
بحسب البيان الأمريكي الرسمي، دخل الاتفاق حيز التنفيذ بمجرد توقيعه.
وتعهدت الولايات المتحدة بمتابعة تنفيذ بنوده بدقة وفي الوقت المناسب، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مثل الاتحاد الأفريقي وقطر وتوغو.
كما أعلنت واشنطن عن نيتها استضافة قمة تجمع رؤساء الدول المشاركة في البيت الأبيض خلال الأسابيع المقبلة، بهدف ترسيخ التعاون والدفع بمسار الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في المنطقة.
بند وحدة الأراضي ونزع السلاح
تضمن الاتفاق مجموعة من البنود الجوهرية التي وصفت بـ”الأساسية”، وعلى رأسها احترام وحدة أراضي كل من رواندا والكونغو الديمقراطية، والتزام الطرفين بنزع سلاح الجماعات المسلحة غير النظامية، إلى جانب مسار اندماج مشروط ومدروس لتلك الجماعات في الهياكل الأمنية الوطنية.
ويُنظر إلى هذه البنود باعتبارها أساسًا لأي استقرار دائم في منطقة لطالما كانت ساحة لتدخلات خارجية ونزاعات بالوكالة.