انتشر مؤخرًا على نطاق واسع مقطع فيديو للمؤثرة اللبنانية سورثاني حجيج، التي عُرفت بمبادراتها الإنسانية في إعداد وجبات طعام ضخمة وتوزيعها على المحتاجين.
وجاءت فيديوهاتها كرد مباشر على سلوكيات بعض نجوم مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتباهون بإهدار الطعام.

المؤثرة اللبنانية “سورثاني حجيج”
تمكنت حجيج، البالغة من العمر 33 عامًا، من جذب أكثر من 15.7 مليون متابع على إنستغرام بفضل فيديوهاتها المؤثرة، التي عادةً ما تبدأ بمشاهد لأحد مشاهير الإنترنت.
وهو يتخلّص من كميات كبيرة من الطعام بإلقائها في القمامة، قبل أن تُستكمل بلقطات مؤثرة لأطفال يعانون من الفقر المدقع، لتنتهي بمشاهد من عملها الميداني حيث تقوم بتحضير وجبات ساخنة في بيئات فقيرة وتقديمها للأطفال وعائلاتهم.
أحد أبرز المقاطع التي نشرتها حجيج – والذي حصد أكثر من 12.1 مليون مشاهدة على إنستغرام – يبدأ برجل يُفرغ دلوًا ممتلئًا بالأرز في سلة المهملات، ثم ينتقل إلى حجيج وهي تبتسم أمام الكاميرا داخل مطبخها، رافعةً صينية ضخمة مليئة باللحم المفروم، استعدادًا لتحضير وجبة جديدة.

المؤثرة اللبنانية تعمل في الهواء الطلق
تُظهر المشاهد التالية المؤثرة اللبنانية وهي تعمل في الهواء الطلق بجانب موقد نار، محاطة بمكوناتها الطازجة، تبدأ بتقطيعها وتتبيلها وتقليبها داخل قدر ضخم مخصص للطهي الجماعي.
وخلال عملية التحضير، ينضم إليها عدد من الأطفال، يشاركونها اللحظات وسط أجواء من البهجة والبساطة.
وبمجرد أن تصبح الوجبة جاهزة، تقوم حجيج بتقديمها بنفسها لعشرات الأطفال، الذين يصطفون بانتظام في انتظار وجبتهم، وسط مشاهد إنسانية لامست قلوب ملايين المتابعين حول العالم.
حصدت فيديوهات حجيج ملايين المشاهدات وتفاعلًا واسعًا، إذ أعرب عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بعملها الخيري، مثنيين على جهودها في تسليط الضوء على قضايا الفقر وهدر الطعام.
كتب أحد المتابعين: “أنتِ رائعة… بارك الله فيكِ”، وعلق آخر قائلًا: “أنتِ إنسانة رائعة وطيبة القلب”.
لكن في المقابل، لم تخلُ التعليقات من الانتقادات، حيث اعتبر البعض أن نشر هذه الأعمال الخيرية على العلن هدفه كسب المشاهدات والتأثير.
إلا أن آخرين سارعوا للدفاع عنها، مؤكدين أنها تسعى من خلال هذه الفيديوهات إلى نشر الوعي وتحفيز الآخرين على التبرع والمشاركة في دعم المحتاجين.
وجاء في أحد التعليقات: “يتم إطعام الأطفال، وهذا هو الأهم”.
وكتب آخر: “حتى لو كانت تسعى للنفوذ، فهي لا تزال تنشر الوعي، وحتى إن جنت المال من هذه الفيديوهات، فهي تستخدمه في شيء نبيل، وهو إطعام الفقراء”.
وأضاف أحد المتابعين: “أنا أعتقد أنها تقوم بعمل عظيم”.
اقرا ايضا:
مفاجآت الموسم الثاني من “Wednesday”.. انضمام ليدي غاغا وجوانا لوملي وجينا أورتيغا تكشف التفاصيل

قضية هدر الطعام على مستوى العالم
تأتي هذه المبادرة في وقت تُسلّط فيه الأضواء على قضية هدر الطعام على مستوى العالم، حيث كشفت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة العام الماضي أن ما يقرب من 19% من الغذاء المُنتَج عالميًا خلال عام 2022 تم هدره، وكان نصيب الأسر من هذا الهدر حوالي 60%.
وتزامنًا مع هذه الظاهرة، يواجه نحو 783 مليون شخص حول العالم جوعًا مزمنًا، في وقت تتفاقم فيه الأزمات الغذائية في عدة مناطق حول العالم.
فقد أدت الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، إلى جانب تصاعد أعمال العنف في هايتي، إلى مفاقمة الأوضاع الإنسانية، حيث يحذر الخبراء من اقتراب المجاعة الوشيكة في شمال غزة، إلى جانب تدهور الأوضاع في هايتي.
في ظل هذا المشهد الإنساني القاتم، تمثل مبادرات مثل تلك التي تقودها سورثاني حجيج بارقة أمل، تُذكّر العالم بأهمية الرحمة والتكافل، وبأن كل فعل بسيط – حتى لو بدأ من فيديو – يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين.