تواجه المرأة العاملة تحديات معقدة تتعلق بتوازنها بين الحياة المهنية والأسرية، في حين أن النساء حول العالم قد حصلن على فرص أكبر في التعليم والعمل، ولكن هذا التقدم لم يقترن دائمًا بتوزيع عادل للأدوار داخل الأسرة، فنجد أن المرأة لا تزال تتحمل العبء الأكبر من المسؤوليات المنزلية رغم انخراطها في سوق العمل، ومن هنا، تظهر الحاجة الملحة لإيجاد حلول تساعدها في إدارة هذا التوازن بين الواجبات المهنية والعائلية، بما يضمن لها النجاح في كلا المجالين دون التأثير على صحتها الجسدية والنفسية.
تحديات تواجه المرأة العاملة
صراع الوقت بين العمل والمنزل
أحد أبرز التحديات التي تواجه المرأة العاملة هو ضيق الوقت، فبينما تلتزم المرأة بمواعيد العمل، تضطر إلى العودة إلى المنزل لتنفيذ المهام المنزلية ورعاية الأطفال، بالإضافة إلى الاعتناء بالزوج أو باقي أفراد الأسرة، هذه الأعباء قد تكون مرهقة، وتؤثر على صحة المرأة الجسدية والنفسية، في الوقت الذي تسعى فيه لتحقيق النجاح المهني والأسري على حد سواء.
الأعباء النفسية والجسدية
المرأة التي تعمل خارج المنزل تواجه ضغوطًا إضافية تتعلق بإثبات قدرتها في بيئة العمل، خاصة في مجتمعات قد تضع توقعات غير منصفة تجاه قدرتها على التعامل مع الأدوار المتعددة، وفي ذات الوقت، تكون مطالب الأسرة والحياة المنزلية لا تنتهي، مما يخلق ضغطًا نفسيًا وعاطفيًا، مما يسبب الإجهاد العقلي والنفسي، والذي ينعكس في بعض الأحيان على الأداء في العمل.
التمييز في أوقات العمل
تُواجه العديد من النساء صعوبة في الحصول على ساعات عمل مرنة أو العمل عن بُعد، مما يزيد من صعوبة الموازنة بين العمل والمنزل. في بعض الحالات، قد يُنظر إلى هذه المرونة على أنها علامة على الضعف أو نقص الالتزام المهني.
تحقيق التوازن بين العمل والمنزل
يعد تحقيق التوازن بين العمل والمنزل تحديًا كبيرًا للمرأة العاملة، لكن هناك العديد من الحلول التي يمكن أن تساهم في تخفيف هذا العبء وضمان إدارة أفضل للأدوار المتعددة التي تقوم بها يأتي أهمها:
تقسيم المسؤوليات المنزلية
من أهم الخطوات التي يمكن أن تساعد المرأة في التوازن بين العمل والمنزل هو تقسيم المسؤوليات داخل الأسرة، فينبغي على الزوج والأبناء المساهمة في الأعمال المنزلية اليومية. مثلًا، يمكن أن يتولى الزوج بعض المهام البسيطة مثل تحضير العشاء أو الاعتناء بالأطفال في الأوقات التي تكون فيها الزوجة مشغولة بالعمل.
التخطيط المسبق والتنظيم الجيد
قد يكون التخطيط المسبق أسبوعيًا أو يوميًا من الحلول الفعالة، وإعداد قائمة بالمهام اليومية والمهام التي يمكن تنفيذها في العطلات يمكن أن يساهم في تنظيم الوقت بشكل أفضل، واستخدام أدوات مثل التطبيقات المساعدة أو التقويمات يمكن أن يسهم في تحقيق إدارة أفضل للوقت.
العمل عن بُعد أو ساعات العمل المرنة
في حال كانت الظروف تسمح بذلك، يمكن للمرأة الاستفادة من العمل عن بُعد أو من ساعات العمل المرنة التي تسمح لها بالتحكم بشكل أكبر في وقتها، هذا الحل يساعدها على توفير الوقت الذي كان سيُقضى في التنقل بين المنزل والعمل.
الاستراحة والراحة النفسية
من الضروري أن تخصص المرأة وقتًا لنفسها بعيدًا عن العمل والمنزل، فالراحة النفسية والجسدية تعتبر أساسية للحفاظ على صحة المرأة العاملة فيمكنها ممارسة الهوايات المفضلة، أو ممارسة الرياضة، أو حتى أخذ فترات قصيرة للاسترخاء. هذا يساهم في تجديد النشاط والشعور بالتوازن.
الدعم الاجتماعي
وجود شبكة دعم من الأصدقاء أو العائلة يمكن أن يكون له دور كبير في مساعدة المرأة العاملة على التوازن، من خلال التواصل مع الآخرين، يمكنها مشاركة الضغوطات والتحديات التي تواجهها، وتلقي النصائح والمساعدة العملية.
التغذية الصحية والمتوازنة
لا شك أن التغذية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الطاقة، فيجب على المرأة تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات، الألياف، والدهون الصحية، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم. تجنب الأطعمة المعالجة أو المليئة بالسكريات الزائدة يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستوى الطاقة مستقرًا.
تقليل القلق والتوتر
يعد القلق والتوتر من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالإرهاق الجسدي والنفسي. تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق يمكن أن يساعد المرأة على تقليل مستويات التوتر. كما أن تخصيص وقت للاسترخاء والقيام بالأنشطة التي تحبها مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يخفف من القلق ويعزز شعورها بالراحة.