دعت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة، باربرا وودورد، إلى فتح جميع الممرات البرية أمام دخول المساعدات الإنسانية الأساسية لقطاع غزة، مطالبة بإنهاء المعاناة غير المسبوقة التي يتعرض لها سكان القطاع منذ أشهر، جاء ذلك في جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي خصصت لبحث الأوضاع الإنسانية والسياسية في قطاع غزة.

بريطانيا: فتح الممرات وإنهاء الحصار أولوية إنسانية
وقالت في كلمتهاالمندوبة البريطانية أمام المجلس:“ندعو إسرائيل إلى إنهاء معاناة سكان غزة المروعة، وينبغي رفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات”.
اقرأ أيضًا
الرئيس الأمريكي: الحرب في أوكرانيا ليست حربنا ونسعى للانسحاب منها
وأكدت أن بريطانيا مستعدة للاضطلاع بدورها “التاريخي” في التوصل إلى خطة تُنهي إراقة الدماء، وتُمهِّد الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددة على أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت:“نحن مستعدون لتحمل مسؤوليتنا التاريخية للتوصل إلى خطة تنهي العنف، وتضع الأساس لدولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن”.
إسرائيل تستخدم التجويع والترويع كسلاح تفاوض
في المقابل، وجّه المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، انتقادات حادة لإسرائيل، مؤكدًا أن العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية تجاوز كل الحدود الأخلاقية والإنسانية.
وقال منصور:“إسرائيل اختطفت آلاف المدنيين، وتستخدم تجويع الملايين كورقة تفاوض”، محذرًا من أن الأوضاع الإنسانية بلغت درجة كارثية لا يمكن السكوت عنها.
وأوضح أن أكثر من 60 ألف فلسطيني قُتلوا حتى الآن، بينهم نحو 20 ألف طفل، إلى جانب أكثر من ألف شهيد في الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذه الأرقام تمثل جرائم ضد الإنسانية يجب أن يتوقف العالم أمامها.
ودعا منصور المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية، قائلاً:“يجب إنهاء الحرب، ووقف سياسة التجويع، وضمان انسحاب إسرائيل من غزة لإطلاق خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التحذيرات من انهيار كامل للبنية الإنسانية والطبية في غزة، في ظل الحصار المستمر، ونقص الوقود، وشح المواد الغذائية والطبية، وتعطل آليات الإغاثة.
وبينما تواصل الأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية الضغط لفتح معابر الإمداد، لا تزال القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات تعرقل جهود الإنقاذ والإغاثة، وسط تقارير أممية تفيد بأن مستويات الجوع وسوء التغذية باتت غير مسبوقة في القطاع.
مشهد دولي منقسم وجهود بلا تقدم
رغم تصاعد المناشدات، لا تزال جهود التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم تراوح مكانها، في ظل انقسامات داخل مجلس الأمن، وغياب توافق أمريكي-روسي-صيني على صيغة نهائية.
وتسعى عدة أطراف إقليمية ودولية، بينها مصر وقطر والأمم المتحدة، إلى الوصول إلى هدنة إنسانية قابلة للتطور إلى تسوية شاملة، غير أن التحديات الميدانية والاعتبارات السياسية الإسرائيلية تقف حتى الآن عقبة أمام أي تقدم ملموس.