فقدت الساحة الفنية العربية يوم السبت الفنانة نعيمة سميح، والتي تعد واحدة من أعظم الأصوات في تاريخ الغناء المغربي، تاركة خلفها إرثًا موسيقيًا خالدًا لا يُنسى.

ومع مرور السنين، ستظل أعمالها الخالدة تضيء سماء الطرب الأصيل في وجدان محبيها، إذ استطاعت ببصمة صوتها المميزة وأدائها الراقي أن تعبر حدود المغرب لتصل إلى قلوب عشاق الفن في العالم العربي.
اقرأ أيضًا
صابرين توضح أسباب خلع الحجاب : أشعر بالندم
نعي سميرة سعيد للفنانة نعيمة سميح
ورغم أن الفنانة سميرة سعيد لم تتمالك نفسها بعد هذا الخبر الحزين، إلا أنها عبرت عن أسفها العميق لفقدان صديقة طفولتها، وكتبت كلمات مؤثرة على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي: “نعيمة لم تكن فقط صوتًا استثنائيًا، بل كانت إنسانة دافئة، كريمة في مشاعرها، تملأ الدنيا بضحكتها وروحها الطيبة.. منذ طفولتنا، كنت أنا الطفلة المشاغبة، وهي الفطرية التي تتصرف بعفوية نادرة.. قربها من العائلة جعلها جزءًا من حياتي، وحبها سيظل محفورًا في قلبي.. رحلتِ، ولكن حضورك لن يغيب أبدًا، رحمكِ الله يا نعيمة سميح”.
أبرز المعلومات حول الفنانة نعيمة سميح
نعيمة سميح، التي وُلدت في الدار البيضاء عام 1954، كانت قد بدأت شغفها بالموسيقى منذ سن مبكرة، حيث غنت لأول مرة في سن التاسعة. ولكن المسار الفني الحقيقي لها بدأ من خلال مشاركتها في برامج اكتشاف المواهب في تلك الفترة، مثل برنامج “خميس الحظ” مع الإعلامي محمد البوعناني، ثم تتابع تألقها في برنامج “مواهب” الذي كان يقدم الراحل عبد النبي الجيراري، هذا البرنامج الذي أطلق عددًا من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية مثل سميرة سعيد و عزيزة جلال.
لكن رغم موهبتها الاستثنائية، كان دخولها مجال الغناء محفوفًا بالتحديات، إذ كان والدها المحافظ يعارض احترافها الفن.
لكن بفضل دعم بعض الشخصيات الفنية والإعلامية، تمكنت من إقناعه، ليوافق على دخولها هذا المجال بشرط الالتزام بالموسيقى العصرية المغربية والتعاون مع الكتاب والملحنين المحترمين.
تميزت نعيمة سميح بصوتها الفريد الذي تميز بحُنكة ونبرة (بحّة) جعلتها حالة فنية مميزة في الساحة المغربية.
جمعت بين الأسلوب العصري في الغناء والروح الأصيلة المستمدة من الفلكلور الأمازيغي الجنوبي، مما جعل أغانيها تلقى شعبية واسعة في أنحاء الوطن العربي.
ورغم غيابها عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، فإن إرث نعيمة سميح الموسيقي سيظل حاضرًا في قلوب محبيها، ولن ينسى جمهورها أبدًا هذا الصوت الذي جسد الطرب الأصيل في المغرب.