حثّ وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الصين على استخدام نفوذها لدى طهران لمنع الأخيرة من إغلاق مضيق هرمز، الذي يُعد شرياناً حيوياً لتجارة النفط العالمية، جاء ذلك في تصريح أدلى به روبيو خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أكد خلالها أن على بكين أن تتحرك نظراً لاعتمادها الكبير على هذا الممر البحري في تأمين وارداتها من النفط.
وقال روبيو: “أشجع الحكومة الصينية على الاتصال بإيران بهذا الشأن، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على مضيق هرمز في الحصول على نفطهم”.

تصعيد إيراني بعد ضربات أميركية
في المقابل، هددت إيران بالتصعيد، حيث قال وزير خارجيتها إن طهران “تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها”، وذلك عقب غارات أميركية استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية داخل البلاد، في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
البرلمان الإيراني يؤيد إغلاق المضيق
أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن البرلمان الإيراني أيّد مقترحاً بإغلاق مضيق هرمز، استناداً إلى تصريحات نائب بارز، رغم أن القرار النهائي بيد مجلس الأمن القومي الإيراني.
الأسواق تترقب والمخاوف تتصاعد
شهدت أسعار النفط قفزة ملحوظة عقب الضربات الأميركية، وسط مخاوف من احتمال تعطل الملاحة في المضيق، الذي يمر عبره نحو 20 مليون برميل من النفط الخام يومياً، أي حوالي 20% من الاستهلاك العالمي، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
الأسواق العالمية في مهب الريح
توقعت مؤسسات مالية كبرى، منها غولدمان ساكس وجي بي مورغان، ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل في حال استمرار إغلاق المضيق، محذّرين من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي.
لكن “جي بي مورغان” رأى أن احتمال تنفيذ إيران لهذه الخطوة منخفض، لأنها ستكون بمثابة إعلان حرب، بحسب ما نقلته شبكة CNBC.
اقرأ أيضًا
تقارير تزيل الغموض حول الهجوم الأمريكي على إيران.. فوردو لم تُدمر وإيران أخلت المنشآت قبل الضربة
خسائر اقتصادية متبادلة
أوضح روبيو أن إغلاق المضيق سيكون بمثابة “انتحار اقتصادي” لإيران نفسها، لأن صادراتها من النفط تمر عبره، وتعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، بإنتاج يبلغ 3.3 مليون برميل يومياً، وتصدير بلغ 1.84 مليون برميل في الشهر الماضي، أغلبها إلى الصين، وفق بيانات شركة “كبلر”.
وحذر مات سميث، كبير محللي النفط في “كبلر”، قائلاً: “سيكون ذلك بمثابة جرح ذاتي: فإغلاق المضيق سيوقف تدفق صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين، مما يوقف مصدر دخل رئيسي”.
رد أميركي مرتقب وتحذيرات من التقليل من المخاطر
أكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده مستعدة للتعامل مع أي محاولة لإغلاق المضيق، محذراً من تداعيات التصعيد على الاقتصاد العالمي، وقال: “سيضر ذلك باقتصادات الدول الأخرى بشكل أسوأ بكثير من اقتصادنا”.
وأشار إلى أن الخطوة الإيرانية قد تستدعي رداً جماعياً من المجتمع الدولي، وليس فقط من الولايات المتحدة.
الأسطول الأميركي مستعد.. ولكن التحذيرات قائمة
يتمركز الأسطول الأميركي الخامس في البحرين، ويُكلّف بتأمين الملاحة في الخليج العربي، وبينما يعتقد معظم المتعاملين في سوق النفط أن البحرية الأميركية سترد بسرعة على أي محاولة لإغلاق المضيق، حذّر محللون من أن هذا التفاؤل قد يكون في غير محله.
قال بوب ماكنالي، مؤسس شركة “رابيدان إنرجي” ومستشار سابق للرئيس الأميركي جورج بوش الابن: “من وجهة نظرنا، قد يُعطّل الشحن عبر المضيق لفترة أطول بكثير مما يتوقعه السوق، قد يستغرق ذلك أسابيع أو حتى أشهر، وليس أياماً كما يُشاع”.