في تطور خطير على صعيد التوترات المزمنة بين الهند وباكستان، شهدت الحدود المشتركة بين البلدين تصعيدًا لافتًا تمثّل في هجمات صاروخية شنتها القوات الهندية على ستة أهداف باكستانية، أسفرت عن مقتل 13 شخصًا، بحسب وسائل الإعلام الباكستانية.
وردًا على ذلك، أعلنت إسلام آباد إسقاط خمس طائرات هندية.
الهند مقابل باكستان
وتأتي هذه التطورات بعد نحو أسبوعين من هجوم دموي وقع في منطقة باهالجام السياحية الجميلة في كشمير الهندية، والذي حملت نيودلهي مسؤوليته لجماعات مسلحة ادعت أنها مدعومة من باكستان، فيما نفت الأخيرة أي صلة لها بالحادث.
وقد أدى هذا الاتهام إلى تسارع وتيرة التصعيد، ما ينذر بإمكانية انزلاق البلدين النوويين إلى مواجهة عسكرية شاملة.
وفي خضم هذا التصعيد، تعود إلى الواجهة مقارنة القدرات العسكرية بين الطرفين، خصوصًا أن الهند تحتل المركز الرابع عالميًا في تصنيف القوة العسكرية، في حين تأتي باكستان في المرتبة الثانية عشرة، وفقًا لمؤشر موقع جلوبال فاير باور.
ويعتمد هذا التصنيف على مجموعة واسعة من المؤشرات تزيد على 60 عاملًا، من بينها حجم القوة العاملة، والناتج المحلي الإجمالي، والموقع الجغرافي، والقدرة الصناعية، والقوة الشرائية، وغيرها من العوامل التي تحدد فعالية أي جيش في ساحة القتال.
ميزانية الدفاع
تُعد الهند واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وأكثرها سكانًا، وتحتل المركز الثاني عالميًا من حيث عدد السكان، بينما تأتي باكستان في المركز الخامس. وقد خصصت الهند لميزانية الدفاع لعام 2025-2026 ما يقارب 6.8 تريليون روبية (نحو 79 مليار دولار)، مسجلة زيادة بنسبة 9.5% مقارنة بالعام السابق. أما باكستان، فقد رفعت مخصصاتها الدفاعية إلى 2281 مليار روبية، بعد زيادة قدرها 159 مليار روبية عن الميزانية السابقة.
القدرات البشرية
يُصنّف الجيش الهندي كأحد أكبر الجيوش في العالم من حيث عدد الأفراد، حيث يبلغ عدد الجنود النظاميين 1,455,550 جنديًا، بالإضافة إلى 1,155,000 جندي احتياطي. كما تضم القوات شبه العسكرية الهندية أكثر من 2.5 مليون عنصر. في المقابل، يبلغ عدد أفراد الجيش الباكستاني النظامي 654,000 جندي، مع نصف مليون فرد في القوات شبه العسكرية، ما يعكس فارقًا كبيرًا في حجم القوة البشرية.
القوات البرية
يمتلك الجيش الهندي 4,201 دبابة قتالية رئيسية، ويعتمد على نماذج متقدمة مثل T-90 Bhishma وArjun، فضلًا عن أنظمة صاروخية متطورة مثل BrahMos وPinaka. وتفوق الهند باكستان بثلاثة أضعاف تقريبًا في عدد المركبات المدرعة، إذ تمتلك 148,594 مركبة مقارنة بنحو نصف هذا العدد لدى باكستان. وعلى صعيد المدفعية ذاتية الدفع، تتفوق الهند بفارق شاسع يصل إلى 662 نظامًا.
اقرأ أيضًا:
«عملية السندور» الهند تشن هجومًا على باكستان والعالم يخشى الحرب النووية
القوات الجوية
فيما يخص سلاح الجو، تمتلك الهند 2,229 طائرة، من بينها 513 طائرة مقاتلة و6 طائرات للتزود بالوقود جوًا، إضافة إلى 899 طائرة مروحية. أما باكستان، فأسطولها الجوي يضم 1,399 طائرة، بينها 328 طائرة مقاتلة و4 طائرات للتزود بالوقود، و373 مروحية، ما يدل على تفوق جوي هندي واضح على مستوى الكم والنوع.
القدرات البحرية
الهند تملك واجهات بحرية ممتدة وتتمتع بحضور قوي في مياه خليج البنغال وبحر العرب والمحيط الهندي، مما يعكس أهمية قواتها البحرية. ويبلغ حجم الأسطول الهندي 293 قطعة بحرية، بينها حاملتا طائرات: INS Vikramaditya وINS Vikrant، إضافة إلى مدمرات وفرقاطات وغواصات وأنظمة دعم لوجستي متقدمة. وتُعد البحرية الهندية قوة “مياه زرقاء”، أي قادرة على العمل عالميًا ونقل قوتها إلى أي مكان على الكوكب، مما يضعها في مصاف القوى البحرية الكبرى إلى جانب الولايات المتحدة.
على النقيض، تمتلك باكستان 121 سفينة فقط، وتفتقر إلى حاملات الطائرات والمدمرات، وتقتصر قدراتها البحرية على العمل في المياه القريبة، ما يجعلها تصنّف كقوة “مياه خضراء” تقتصر مهامها على تأمين حدودها البحرية ومياهها الإقليمية.
الغواصات
في هذا المجال، تمتلك الهند 18 غواصة، بينما لا تملك باكستان سوى 8. الفارق في نوعية الغواصات والتكنولوجيا المستخدمة يميل أيضًا لصالح الهند، التي تعمل على تطوير غواصات نووية قادرة على الإبحار لفترات طويلة وإطلاق صواريخ استراتيجية، مما يضيف بعدًا آخر لقوتها الردعية.
رغم أن الهند تتفوق على باكستان من حيث عدد القوات والمعدات والتكنولوجيا في جميع الأفرع العسكرية، إلا أن الوضع في جنوب آسيا يظل متقلبًا وخطيرًا بسبب الطبيعة النووية للصراع، والحساسية الجيوسياسية المرتبطة بإقليم كشمير. ويكمن الخطر الأكبر في أن أي خطأ في الحسابات أو تصعيد غير محسوب قد يُشعل نزاعًا كارثيًا تتجاوز تداعياته حدود البلدين.