تواجه الولايات المتحدة الأمريكية كارثة بيئية متفاقمة، بعد أن اجتاحت حرائق غابات عنيفة ولايات عدة، مخلّفة وراءها دمارًا واسعًا في البنية التحتية وموجات نزوح قسري لمئات العائلات.

وأطلقت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية تحذيرات طارئة لكامل الساحل الغربي، وسط صعوبة السيطرة على النيران بسبب ظروف مناخية قاسية.

حريق الولايات المتحدة يشعل شرارة الكارثة

وبحسب ما نقلته مجلة “نيوزويك”، بدأت سلسلة الحرائق يوم الأحد الماضي من حريق صغير اندلع على الطريق السريع 97 في مقاطعة جيفرسون. لكن خلال أقل من 24 ساعة، امتد ليلتهم نحو 4500 فدان، مما أجبر السلطات على تنفيذ عمليات إخلاء واسعة في مقاطعتين.

اقرأ أيضًا

روسيا ترد بحذر على مهلة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا

توسع النيران بسرعة قياسية

وفي تصعيد مقلق، قالت السلطات إن الحريق اتسع أمس الثلاثاء ليشمل قرابة 30 ألف فدان داخل الولاية، مما أدى إلى تعميم الإخلاء على جميع المقاطعات المتضررة.

ويعزو الخبراء هذا التوسع السريع إلى ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض نسب الرطوبة، والرياح العنيفة، وهي ظروف وصفت بأنها “مثالية لانتشار الحرائق”.

كولورادو تعلن حالة الطوارئ

وفي غرب كولورادو، اندلعت خمسة حرائق كبرى بسبب صواعق برق ضربت المنطقة الأسبوع الماضي. وأعلنت السلطات حالة كارثة على مستوى الولاية، بينما فعّل الحاكم جاريد بوليس خطط الاستجابة الطارئة، في ظل إغلاق الطرق وإخلاء مزيد من السكان.

تحذيرات من الدرجة الحمراء في خمس ولايات

أصدرت هيئة الأرصاد الوطنية بالولايات المتحدة تحذيرات من الدرجة الحمراء في خمس ولايات: يوتا، نيفادا، أريزونا، وايومنج، وأيداهو. وأشارت إلى أن سرعة الرياح التي تصل إلى 30 ميلاً في الساعة كفيلة بتأجيج النيران وتوسيع نطاق انتشارها.

دمار واسع في المحميات الطبيعية ومتنزه جراند كانيون

أظهرت بيانات التتبع الفيدرالية أن الحرائق التهمت أكثر من 55 ألف فدان في ولاية أريزونا، بما في ذلك أجزاء من منتزه جراند كانيون الوطني، بالإضافة إلى نحو 30 ألف فدان في ولاية أوريغون، و8 آلاف فدان في كولورادو. وتسببت النيران في تدني جودة الهواء إلى مستويات غير صحية، مع انتشار كثيف للدخان في أجواء عدد من الولايات.

الولايات المتحدة تحت تهديد العواصف النادرة

وفي تزامن كارثي، شهدت الولايات المتحدة خلال الأسبوع ذاته أربع عواصف شديدة توصف بأنها “نادرة تاريخيًا” تحدث كل واحدة منها مرة واحدة كل ألف عام. هذه العواصف أدت إلى فيضانات عارمة، أسفرت عن سقوط ضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية في عدة ولايات، وسط تحذيرات من أن هذه الظواهر قد تصبح أكثر شيوعًا بفعل التغير المناخي.

أكثر من 14 مليون أمريكي تحت خطر الفيضانات

لاتزال التحذيرات قائمة لما يفوق 14 مليون أمريكي في مناطق تشمل كارولينا الشمالية، فيرجينيا، ماريلاند، وجنوب نيو إنجلاند، حيث تتحرك سحب الأمطار الغزيرة مسببة سيولًا محتملة. في الوقت ذاته، تواجه ولايات كانساس، نبراسكا، وأيوا تهديدات بعواصف شديدة مصحوبة بالبرد والرياح العاتية وربما أعاصير متفرقة.