كشفت صحيفة “أساهي” اليابانية، اليوم الأربعاء، أن الحكومة اليابانية حسمت موقفها بعدم الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي، رغم تصاعد النقاشات في المحافل الدولية حول هذه القضية، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.
وبحسب الصحيفة، فإن رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا لن يشارك في الاجتماع المرتقب بالأمم المتحدة، الذي يُتوقع أن يضع ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية في صدارة جدول أعماله.

اصطفاف مع السياسة الأمريكية
ويعكس هذا القرار – بحسب مراقبين – اصطفافًا واضحًا مع الموقف الأمريكي، إذ تُعد واشنطن الحليف الأقرب لطوكيو، وتعارض بشدة أي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية خارج إطار اتفاق تفاوضي مباشر مع إسرائيل.
هذا الموقف الياباني يُظهر حرصًا على عدم إغضاب الإدارة الأمريكية في قضية تُعد من أكثر الملفات حساسية على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا
ترامب: إسرائيل لن تهاجم قطر مجددًا.. وواشنطن لم تعلم بالضربة مسبقًا
تباين دولي متزايد
في المقابل، تتحرك عدة دول كبرى مثل فرنسا، بريطانيا، كندا وأستراليا نحو اتخاذ خطوات أكثر جرأة للاعتراف الرسمي بفلسطين، معتبرة أن هذه الخطوة وسيلة سياسية للضغط على إسرائيل، ودفعها نحو القبول بحل الدولتين كخيار وحيد لإنهاء الصراع.
ويُعد هذا التوجه تحولًا مهمًا في مواقف بعض الدول الغربية، التي لطالما تبنّت مواقف حذرة تجاه الاعتراف بفلسطين، لكنها اليوم ترى أن استمرار الاحتلال والانتهاكات في غزة والضفة الغربية يجعل من الاعتراف ضرورة سياسية وأخلاقية.
الضغوط تتصاعد بعد حرب غزة
شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا في الضغوط الدولية لإجبار القوى الكبرى على التحرك باتجاه الاعتراف بفلسطين، بعد أكثر من سبعة عقود من الصراع المستمر.
ومع استمرار الحرب في غزة وتوسع الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، تزايدت الأصوات المنادية بضرورة اتخاذ خطوات عملية لدعم الحقوق الفلسطينية، بما في ذلك الاعتراف الرمزي بالدولة الفلسطينية كإجراء يضيف ثِقلًا سياسيًا وقانونيًا إلى مسار القضية، حتى وإن لم يُغيّر من الواقع الميداني بشكل مباشر.
الاعتراف خطوة رمزية لا تكفي
ورغم أن الاعتراف بدولة فلسطينية يُعتبر خطوة ذات قيمة رمزية كبيرة، إلا أن الخبراء يؤكدون أنه لن يكون كافيًا لتغيير الوضع على الأرض ما لم يُرافقه مسار تفاوضي فعّال يضمن تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين وإنهاء الاحتلال.