بدأت قوات وزارة الداخلية السورية وعناصر الأمن، صباح اليوم السبت، الانتشار في محافظة السويداء، تنفيذًا للمرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها مؤخرًا، بهدف استعادة الهدوء في المنطقة بعد أسبوع دامٍ خلف مئات القتلى.
تفاصيل المرحلة الأولى: فض الاشتباك في السويداء وإطلاق المحتجزين
وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر في وزارة الإعلام، تنص المرحلة الأولى من الاتفاق على فض الاشتباك بين المجموعات المسلحة داخل السويداء وقوات العشائر العربية، تمهيدًا لإعادة الاستقرار، إلى جانب الإفراج عن المعتقلين وإخلاء المحتجزين.

المرحلة الثانية: لجنة طوارئ وخدمات عاجلة
وبحسب الاتفاق، يتم في المرحلة الثانية تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة، بهدف تسريع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية وتوفير الخدمات الأساسية وإصلاح البنية التحتية، بما يلبي الاحتياجات العاجلة للسكان ويعزز أجواء التهدئة.
المرحلة الثالثة: تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار أمني شامل
بعد تثبيت التهدئة على الأرض، تبدأ المرحلة الثالثة التي تتضمن تفعيل مؤسسات الدولة بشكل كامل وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة تدريجيًا، بما يضمن بسط سيادة القانون تحت إشراف الدولة ووفق التوافقات التي تم التوصل إليها.

دعوة رسمية لوقف النار وتحذير من الخروقات
في وقت سابق من اليوم، أعلنت الرئاسة السورية وقفًا فوريًا وشاملًا لإطلاق النار في السويداء، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بالاتفاق وإنهاء الأعمال القتالية فورًا.
وحذرت الرئاسة من أن أي خرق لوقف إطلاق النار سيُعد انتهاكًا للسيادة، مؤكدة أن الدولة ستتعامل بحزم مع أي تجاوزات.
اقرأ أيضًا:
صراع يعدد جنوب سوريا بالفوضى.. من هم العشائر العربية المتورطة في المواجهات مع الدروز بالسويداء؟
الاشتباكات مستمرة وحصيلة القتلى تتصاعد
رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، أفادت وكالة “سانا” بأن الاشتباكات لا تزال متواصلة بين عشائر البدو ومجموعات مسلحة في مدينة السويداء.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد القتلى جراء هذه المواجهات إلى 940 شخصًا خلال أسبوع واحد، في حصيلة تُعد من الأعلى في تاريخ المواجهات بالمنطقة.
اختبار حقيقي للتهدئة
يمثل انتشار القوات السورية وبدء تنفيذ بنود الاتفاق اختبارًا حاسمًا لإمكانية استعادة الاستقرار في السويداء بعد أسبوع من العنف الدامي. وبينما تتواصل الاشتباكات في بعض المناطق، تبقى قدرة الأطراف على الالتزام بالتهدئة وتنفيذ المراحل الثلاث للاتفاق مفتاحًا لتجنب مزيد من التصعيد وضمان عودة الحياة الطبيعية إلى المحافظة.