تنطلق اليوم السبت الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار، الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين خمسة مرشحين، في منافسة يُتوقع أن يحسمها الرئيس الحالي الحسن واتارا، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقد، ويعد من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخها الحديث.

واتارا المرشح الأوفر حظًا
يُنظر إلى الحسن واتارا، المصرفي الدولي السابق ونائب العضو المنتدب السابق لصندوق النقد الدولي، على أنه المرشح الأوفر حظًا للفوز بولاية رابعة، في ظل افتقار منافسيه من المعارضة إلى الدعم الحزبي الواسع أو التحالفات القوية القادرة على تهديد موقعه السياسي.
ويتفاخر واتارا بسجله في قيادة البلاد نحو ما يقرب من 15 عامًا من النمو الاقتصادي المستقر والتطور في البنية التحتية، معتبرًا أن تلك الإنجازات هي نتاج “إدارة رشيدة ورؤية تنموية بعيدة المدى”.
اقرأ أيضًا
زيلينسكي: لن نتنازل عن أي جزء من أراضينا وسيادتنا خط أحمر
إرث الحرب الأهلية وبداية الحكم
تولى واتارا الحكم عام 2011 عقب حرب أهلية دامية استمرت أربعة أشهر، وأسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص، وفقًا لتقديرات وكالة رويترز.
وقد اندلعت تلك الحرب على خلفية رفض الرئيس السابق لوران جباجبو الاعتراف بخسارته في انتخابات عام 2010، ما أدخل البلاد في دوامة من العنف والانقسام السياسي قبل أن تتمكن القوات الموالية لواتارا من بسط السيطرة وإعادة الاستقرار تدريجيًا.
عند إعلانه الترشح في يوليو الماضي، شدد واتارا على أن ولايته المقبلة، إن فاز بها، ستكون بمثابة “مرحلة انتقال بين الأجيال”، مشيرًا إلى أنه يسعى لإعداد جيل جديد من القادة لمواصلة مسيرة التنمية في البلاد.
وفي مأدبة غداء أقامها الأسبوع الماضي بحضور عدد من الصحفيين وكبار المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء ونائبه، قال واتارا:“نحن نعلم أن البلاد بحاجة إلى تجديد فريقها.. ليس من السهل العمل بنفس الوتيرة في مثل عمرنا، لكننا نؤمن بأن الوقت قد حان لتسليم الراية تدريجيًا للجيل القادم.”
تضم كوت ديفوار نحو 32 مليون نسمة، وتعد واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في القارة الإفريقية بفضل صادراتها من الكاكاو والذهب والنفط.
ومن المقرر أن يخوض الانتخابات إلى جانب واتارا أربعة مرشحين آخرين يمثلون تيارات سياسية مختلفة، لكن مراقبين يرون أن غياب تحالف معارض قوي يجعل فرص الرئيس الحالي في الفوز شبه مؤكدة.
تأتي هذه الانتخابات في لحظة فارقة من تاريخ كوت ديفوار، بين طموح الاستمرار في مسار التنمية والاستقرار الذي يفاخر به واتارا، وبين رغبة بعض القوى المعارضة في تجديد الدماء السياسية وفتح الباب أمام جيل جديد من القادة.
