تعرّضت شركة ستارلينك، التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إلى انقطاع واسع النطاق في خدمات الإنترنت التي تقدمها عبر الأقمار الصناعية، ما أثّر على المستخدمين في عدد من الدول حول العالم، أبرزها الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، واليمن، وأوكرانيا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، والبرازيل، والفلبين.
وقد أكد كل من شركة ستارلينك ومؤسسها إيلون ماسك وقوع الخلل المفاجئ، وأوضحوا أنهم بدأوا التحقيق في أسبابه، في وقت توالت فيه الشكاوى من المستخدمين في العديد من المدن الكبرى.

نصف المستخدمين تأثروا.. والبلاغات تتزايد عالميًا
بحسب موقع “داون ديتيكتور” المتخصص في تتبع انقطاعات الشبكات، فإن 56% من مستخدمي ستارلينك أبلغوا عن مشكلات تقنية، بينما أفاد 43% بانقطاع تام في الخدمة،
وتم تسجيل الانقطاعات في مدن أمريكية كبرى مثل سان فرانسيسكو، لوس أنجلوس، نيويورك، ديترويت، وواشنطن العاصمة، قبل أن تبدأ بلاغات مشابهة من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
تأثيرات على المناطق المتأزمة: اليمن وأوكرانيا أبرز المتضررين
في اليمن، حيث يعتمد السكان بشكل متزايد على خدمة ستارلينك بسبب غياب البنية التحتية الأرضية، انقطعت الخدمة بالكامل في محافظات شبوة وعدن وحضرموت، بحسب ما أفادت به مصادر إعلامية يمنية.
أما في أوكرانيا، فقد أعلن الجيش الأوكراني، عبر تطبيق “تليجرام” أن الاتصال انقطع بالكامل على طول الخطوط الأمامية، ما أدى إلى تعطل الاتصالات في مواقع استراتيجية يستخدم فيها الجيش أقمار ستارلينك لتأمين الاتصالات العسكرية.
وتُعد ستارلينك عنصرًا حاسمًا في الحرب الأوكرانية، حيث استبدلت البنية التحتية الأرضية المتضررة وتُستخدم في المستشفيات والمدارس ومراكز الإغاثة وخطوط المواجهة.
ماسك يعتذر ويَعِد بإصلاح جذري
عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، نشر إيلون ماسك، رسالة اعتذار إلى المستخدمين مؤكدًا أن الشركة تعمل على استعادة الخدمة في أقرب وقت، وستقوم بـ معالجة الأسباب الجذرية للانقطاع لضمان عدم تكراره.
اقرأ أيضًا
اختراق إلكتروني يستهدف “شير بوينت”: إدارة الأمن النووي الأمريكية ضمن المتضررين
وفي السياق ذاته، أوضح مايكل نيكولز، نائب رئيس قسم الهندسة في ستارلينك، أن الانقطاع استمر ساعتين ونصف تقريبًا، وعزا السبب إلى فشل داخلي في البرمجيات التي تدير الشبكة الأساسية.
خدمة حيوية تواجه تحديات تقنية
تشير هذه الحادثة إلى حجم الاعتماد العالمي المتزايد على خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى تغطية أرضية مستقرة، كما تبرز أهمية ضمان استقرار البنية التحتية الرقمية في ظل الاعتماد على هذه الخدمات في الأزمات، الحروب، والكوارث الإنسانية.