ندّد بابا الفاتيكان، البابا لاون الرابع عشر، بما وصفه بـ”الهمجية” التي يشهدها قطاع غزة، مجددًا دعوته لوقف الحرب الدامية التي أسفرت عن مئات الضحايا من المدنيين، ومطالبًا المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته القانونية والأخلاقية في حماية الأبرياء.

وقال البابا في كلمته التي ألقاها خلال صلاة التبشير الملائكي التي أقيمت أمس في بلدة كاستل جاندولفو، عقب زيارته إلى كاتدرائية القديس بانكرازيو في مدينة ألبانو الإيطالية:

“أكرر ندائي من أجل وقف فوري للقتال، والتوصل إلى حل سلمي عادل، وعلى المجتمع الدولي أن يلتزم بحماية المدنيين ووقف العقوبات الجماعية والتهجير القسري.”

اقرأ أيضًا

توتر داخل إدارة ترامب بسبب “الضربات غير المنضبطة” لنتنياهو في سوريا

إدانة صريحة من بابا الفاتيكان لقصف كنيسة العائلة المقدسة

وفي موقف لافت، أشار البابا صراحة إلى الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة العائلة المقدسة في غزة، معربًا عن “ألم عميق” حيال سقوط ضحايا داخل مكان يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا للسلام والرحمة.

وقد ذكر البابا أسماء الضحايا الثلاثة الذين سقطوا في الهجوم، ووجه تعازيه لعائلاتهم ولرعية الكنيسة الكاثوليكية في غزة، قائلاً:

“نصلي من أجل أرواحهم، ونتضرع للرب أن يعمّ السلام في هذه الأرض المعذّبة.”

اتصال مع نتنياهو ومناشدة لحماية الأماكن المقدسة

وكشف بابا الفاتيكان خلال كلمته أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبّر فيه عن قلقه من استهداف أماكن العبادة، مؤكدًا أن “حماية المقدسات الدينية يجب أن تكون خطًا أحمر لا يجوز تجاوزه، كما أن إنهاء العنف والكراهية بات أمرًا ملحًا.”

وأضاف البابا:”العالم لم يعد يحتمل المزيد من الحروب، المغفرة صعبة، لكنها الطريق الوحيد نحو السلام الحقيقي.”

رسالة إلى مسيحيي الشرق الأوسط: “أنتم في قلب الكنيسة”
ووجّه بابا الفاتيكان رسالة خاصة إلى المسيحيين في الشرق الأوسط، مشيدًا بثباتهم في الإيمان رغم المعاناة، وقال:

“أعرف أنكم تشعرون أحيانًا بالعجز أمام ما يحدث، لكن ثقوا أنكم في قلب الكنيسة والبابا. شكرًا لشهادتكم وصمودكم.”

استعدادات لأسبوع الشبيبة العالمي

ومن المقرر أن يعود البابا إلى الفاتيكان خلال الأيام المقبلة، استعدادًا لإطلاق فعاليات أسبوع الشبيبة العالمي، الذي ينطلق في 28 يوليو، حيث من المنتظر أن تشهد المناسبة حضورًا دوليًا واسعًا ومشاركة شبابية من مختلف القارات.

في سياق متصل، أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 84 مدنيًا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف طابورًا من السكان الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية شمال القطاع.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن معظم الضحايا كانوا يقفون في طابور للحصول على الطعام، في مشهد مأساوي يتكرر منذ أشهر، مشيرة إلى أن أكثر من 900 مدني لقوا حتفهم منذ مايو الماضي أثناء بحثهم عن الغذاء.