كشف فريق من الباحثين عن تطوير وحدة بكسل ثلاثية الأبعاد “هولوجرافية” رائدة، تجمع لأول مرة بين تقنيات شاشات “أوليد” (OLED) والأسطح المجسمة (Holographic Surfaces)، في إنجاز قد يحدث نقلة نوعية في تصميم الشاشات الرقمية المستخدمة في الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء.

بديلاً مضغوطًا لتقنيات الهولوجرام التقليدية
تتغلب هذه التقنية الجديدة على قيود أنظمة التصوير المجسم التقليدية المعتمدة على الليزر، والتي تتطلب تجهيزات ضخمة ومعقدة، ما يجعل استخدامها في الإلكترونيات الاستهلاكية محدودًا، في المقابل، يعتمد النظام الجديد على سطح فائق الرقة مدمج فوق بكسل OLED، ما يفتح المجال لتطوير شاشات مدمجة وهولوجرافية يمكن دمجها بسهولة في الأجهزة الذكية.
هندسة ضوئية دقيقة تتحكم في خصائص الضوء
تتكوّن الأسطح المجسمة المستخدمة في هذا الابتكار من “ذرات ميتا” نانوية، صُمّمت بدقة فائقة للتحكم في موجات الضوء من حيث الطور والسعة والاستقطاب، وتعمل هذه البنية كمُعدّل ضوئي متقدم، يسمح بتشكيل الضوء وإنتاج أنماط تداخل معقدة تولّد صورًا ثلاثية الأبعاد واقعية.
صورة ثلاثية الأبعاد من بكسل واحد فقط
على عكس شاشات OLED التقليدية التي تحتاج إلى آلاف البكسلات لعرض صورة، تتيح التقنية الجديدة تكوين صورة هولوجرافية كاملة من بكسل واحد فقط، ويؤدي هذا إلى تقليل كبير في حجم الشاشات وتعقيدها، مع إمكانية عرض صور ثلاثية الأبعاد نابضة بالحياة من وحدات صغيرة للغاية.
اقرأ أيضًا:
«هيوماين» السعودية تطلق جهاز «Horizon Pro» لإعادة تعريف الحوسبة بالذكاء الاصطناعي
تطبيقات واسعة في الواقع المعزز والافتراضي
يفتح هذا الابتكار الباب أمام تطبيقات واسعة تشمل تقنيات الواقع المعزز (AR)، والواقع الافتراضي (VR)، والألعاب الرقمية المتقدمة، والعروض البصرية التفاعلية، كما يُمكن أن يحدث ثورة في طريقة تفاعل المستخدمين مع المحتوى الرقمي، من خلال توفير تجارب غامرة ومجسمة في أجهزة محمولة وقابلة للارتداء.
خطوة نحو شاشات هولوجرافية مدمجة وبتكلفة منخفضة
أوضح البروفيسور إيفور صموئيل، من كلية الفيزياء والفلك أن هذه التقنية تمثل خطوة مهمة نحو توليد الصور المجسمة ضمن بنية مضغوطة للغاية ويأمل الفريق البحثي في تحسين دقة معالجة الضوء، وزيادة كفاءة النظام، وتكامل أكبر مع الإلكترونيات، ما يقرّب من تحقيق رؤية طالما اعتُبرت خيالًا علميًا: شاشات هواتف ذكية مجسمة وعالية الجودة وبتكلفة معقولة.