في حادثة أثارت صدمة واسعة داخل فرنسا وخارجها، تعرض متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، صباح الأحد الماضي، لعملية سرقة دقيقة استهدفت ثمانية من الحليّ الملكية النادرة، في ما وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه “اعتداء على تراث نعتز به”.

العملية التي نفذها أربعة لصوص، استهدفت معرض “أبولو” الشهير داخل المتحف، وتمكنوا من كسر أنظمة حماية متقدمة والاستيلاء على قطع لا تُقدّر بثمن من مجوهرات التاج الفرنسي. ومن أبرز المسروقات تاج الإمبراطورة أوجيني المرصع بنحو ألفي ماسة، وقلادة من الياقوت تعود للملكة ماري أميلي، بالإضافة إلى مجوهرات أخرى ارتدتها شخصيات بارزة من العائلة الإمبراطورية الفرنسية، مثل هورتنس دي بوهارنيه، والدة نابليون الثالث.
هل استعانت باريس بالموساد لاستعادة كنوز اللوفر؟
وبينما تتواصل التحقيقات بقيادة النيابة العامة في باريس، ظهرت تقارير متضاربة أثارت مزيداً من الجدل. فقد تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تقديم طلب رسمي من قِبل متحف اللوفر إلى شركة “سي جي آي غروب” الإسرائيلية، المتخصصة في الأمن والاستخبارات الخاصة، من أجل المساعدة في تعقب المجوهرات المسروقة.

وصرّح زفيكا نافيه، الرئيس التنفيذي للشركة والرئيس السابق لجهاز “الشين بيت” الإسرائيلي، لوكالة فرانس برس بأن شركته طُلب منها التدخل “كإجراء استثنائي”، مشيراً إلى خبرتها في استعادة المسروقات، مثل تلك التي استرجعتها في سرقة متحف دريسدن بألمانيا عام 2019، والتي تجاوزت قيمتها مليار يورو. وأضاف أن الطلب جاء عبر “وسيط نيابة عن اللوفر وشركات تأمين وجهات أخرى”.
إدارة متحف اللوفر تنفي
لكن في المقابل، نفت إدارة متحف اللوفر بشكل قاطع هذه المزاعم، مؤكدة أنها “لم تتواصل مع أي جهة خارجية” بشأن الحادثة. كما رفضت وزارة الثقافة الفرنسية الإدلاء بأي تفاصيل حول التعاون مع أطراف دولية، مركّزة على أن جهود التحقيق تُدار حصرياً من قبل السلطات الفرنسية المختصة.

وفي بيان لاحق، أعلنت الوزارة أن الجواهر الثمانية المسروقة تُعد من “القطع التي لا تقدّر بثمن على المستوى التراثي”، وأشارت إلى أن تاج الإمبراطورة أوجيني، الذي أسقطه اللصوص أثناء فرارهم، تم العثور عليه ويجري تقييم حالته حالياً.
متحف اللوفر
الرئيس ماكرون شدد من جهته على أن عملية السرقة لن تمر دون رد، مؤكداً عبر منصة “إكس” أن الدولة “تبذل قصارى جهدها لاستعادة الأعمال المسروقة وتقديم الجناة للعدالة”. كما ربط الحادثة بمشروع “نهضة اللوفر الجديدة” الذي أُطلق في يناير الماضي، والذي يهدف إلى تحديث البنية الأمنية للمتحف وضمان حماية الإرث الثقافي الفرنسي للأجيال القادمة.