برج جدة يسحب لقب أطول مبنى في العالم من برج خليفة، لطالما جذبت الأبراج العملاقة الأنظار باعتبارها رموزًا للطموح الهندسي والتقدم العمراني، في هذا السياق، يشق برج جدة طريقه ليصبح أطول مبنى في العالم، متحديًا الرقم القياسي الذي يحمله برج خليفة في دبي منذ أكثر من عقد. فما هي أبرز الفروقات بين البرجين؟ وكيف يعكس كل منهما روح التحدي والابتكار في منطقتنا العربية؟.

برج جدة يكسر حاجز الكيلومتر.. رمز للطموح الهندسي والمستقبل الذكي
في خطوة جديدة نحو الريادة الهندسية والمعمارية، تتسارع الأعمال لاستكمال تشييد برج جدة في المدينة الساحلية غرب السعودية، البرج، الذي من المنتظر أن يكسر حاجز الكيلومتر في الارتفاع، سيصبح عند اكتماله أطول برج في العالم بحلول عام 2028، ليجسد مزيجًا فريدًا من الابتكار التكنولوجي والتصميم المعماري المتميز، ويضع السعودية على خارطة المباني الإيقونية عالميًا بـ أطول مبنى في العالم.
إعلان رسمي باستئناف العمل
خلال فعالية حضرها الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة “المملكة القابضة”، والعديد من كبار المسؤولين والمستثمرين في 20 يناير 2025، أُعلن رسميًا استئناف أعمال البناء وصب الخرسانة في المشروع، الحضور شمل أيضًا المهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لـ”المملكة القابضة”، إلى جانب الشيخ يسلم بن لادن (مجموعة بن لادن)، والمهندس حسن شربتلي (شركة قلاع جدة)، ومحمد القطري (شركة أبرار العالمية).

مشروع متكامل بتكلفة تفوق 100 مليار ريال
يمتد البرج ضمن منظومة متكاملة تغطي مساحة إجمالية تصل إلى 5.3 مليون متر مربع، تشمل المرحلة الأولى منه، التي تضم البرج، مساحة تبلغ 1.3 مليون متر مربع. وباستثمارات تتجاوز 100 مليار ريال سعودي، يتوقع أن يصبح المشروع مجتمعًا نابضًا بالحياة يستوعب بين 75 ألفًا و100 ألف نسمة.
تمويل المشروع يعتمد على مزيج متنوع من الموارد، تشمل التمويل البنكي، والمبيعات المسبقة سواء على المخططات أو على أرض الواقع، إلى جانب مساهمات مباشرة من المالكين.
ابتكار تقني وتصميم عالمي
البرج يعتمد على تقنيات هندسية متطورة، بعضها تم تطويره خصيصًا للمشروع، والتصميم النهائي للبرج يعد بأن يكون تحفة فنية تضيف إلى المشهد العمراني العالمي، حيث لم يتم الكشف عن الارتفاع النهائي بعد، لكن النقطة الأعلى ستتجاوز الكيلومتر، ليصبح بذلك أطول مبنى في العالم.
رؤية مستقبلية لمدينة ذكية
وبجانب أنه سيصبح أطول مبنى في العالم، من المتوقع أن يصبح برج جدة مركزًا اقتصاديًا وسياحيًا رئيسيًا، يرسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية. يتماشى المشروع مع الرؤية الطموحة لمستقبل المدن الذكية، حيث سيجمع بين الإبداع الهندسي والحلول المستدامة، ليكون رمزًا للطموح والإبداع السعودي.
مع اكتمال هذا الصرح، سيبقى برج جدة شاهدًا على التقدم الذي يمكن تحقيقه عندما تتضافر الرؤية الواضحة مع التقنيات الحديثة والابتكار.
برج خليفة: أيقونة دبي ومعلم عالمي
منذ افتتاحه في عام 2010، حافظ برج خليفة على لقبه كأطول مبنى في العالم بارتفاع 828 مترًا. يُعتبر البرج رمزًا لريادة دبي في مجالات السياحة والابتكار، ويُعد وجهة سياحية تستقطب الملايين من الزوار سنويًا.

مواصفات برج خليفة:
الارتفاع: 828 مترًا.
عدد الطوابق: 163 طابقًا.
المرافق: يضم شققًا فاخرة، مكاتب، وفندق أرماني.
التكلفة: حوالي 1.5 مليار دولار أمريكي.
يعكس تصميم البرج الفلسفة الهندسية الحديثة، حيث يجمع بين الأناقة والوظائف المتعددة في مبنى واحد. ويُعد سطح المراقبة في الطابق 148 نقطة جذب رئيسية، حيث يوفر إطلالة بانورامية خلابة على مدينة دبي.
مقارنة بين برج جدة وبرج خليفة
- الارتفاع:
برج جدة يطمح لتجاوز حاجز 1000 متر، مما سيجعله أطول من برج خليفة بفارق كبير.
برج خليفة، رغم انخفاض ارتفاعه مقارنة بالطموحات المستقبلية، لا يزال يحتفظ بمكانته كمعلم بارز.
- الرؤية والمفهوم:
يُمثل برج جدة رؤية المملكة لتعزيز مكانتها الاقتصادية عالميًا.
يعكس برج خليفة طموح دبي للتحول إلى وجهة سياحية واستثمارية عالمية.
- التصميم والبناء:
يشترك البرجان في التصميم المبتكر من نفس الشركة المعمارية، لكن برج جدة يتميز بتحديات هندسية أكبر بسبب ارتفاعه القياسي.
واجه برج خليفة تحديات مرتبطة بارتفاعه وبيئة دبي الصحراوية، وتمكن من التغلب عليها بنجاح.
- التأثير الاقتصادي:
يُتوقع أن يجذب برج جدة استثمارات ضخمة ويعزز السياحة في المملكة.
ساهم برج خليفة في جعل دبي مركزًا عالميًا للأعمال والسياحة.

التحديات المستقبلية
رغم الطموحات الكبيرة، يواجه برج جدة تحديات متعددة أبرزها التمويل واستكمال البناء. توقف المشروع لفترة بسبب ظروف اقتصادية، إلا أن المملكة أعادت إحياء الخطط لاستكمال البرج، مع توقعات بإنجازه خلال السنوات القليلة المقبلة، على الجانب الآخر، لا تزال دبي تستثمر في تعزيز مكانة برج خليفة من خلال تطوير المناطق المحيطة به مثل داون تاون دبي، ما يجعله وجهة متجددة.
يمثل كلا من برج جدة وبرج خليفة تجسيدًا لطموحات المنطقة العربية في تحقيق إنجازات عالمية. بينما يسعى برج جدة لانتزاع لقب الأطول، يبقى برج خليفة أيقونة لا تُنسى تعكس روح الابتكار والريادة. في النهاية، لا يتعلق الأمر بالارتفاع فقط، بل بما يقدمه كل برج من قيمة مضافة لمدينته ودوره في إلهام العالم.
اقرأ أيضًا:
«أكبر مدينة للثروة الحيوانية» مشروع سعودي بتكلفة 9 مليارات ريال