في خطوة استباقية لتجنب تكرار الأخطاء المالية السابقة، تسعى إدارة نادي برشلونة الإسباني إلى التعامل بحذر مع ملف تجديد عقد نجمها الصاعد لامين يامال، وذلك بعد الدروس المستفادة من تجربة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي شهدت مسيرته مع النادي الكتالوني تجديدات متكررة للعقود، تسببت في أزمات مالية كبيرة.
برشلونة تعمل على تفادي “سيناريو ميسي” مع لامين يامال
ووفقاً لتقارير صحيفة “آس” الإسبانية، فإن إدارة برشلونة تعمل على وضع استراتيجية جديدة لإدارة عقود لامين يامال، بعيداً عن النهج الذي اتبعته مع ميسي، والذي شهد تسع تجديدات للعقد خلال مسيرته مع الفريق، بدءاً من تصعيده إلى الفريق الأول وحتى رحيله الصادم في صيف 2021.

وأشارت الصحيفة إلى أن تجديدات عقود ميسي، رغم كونها مبررة من الناحية الرياضية بسبب تألقه الاستثنائي، إلا أنها كانت “كارثة اقتصادية” للنادي. وهو ما تريد الإدارة الحالية تفاديه مع يامال، الذي يعد أحد أبرز المواهب الشابة في العالم حالياً.
عقد لامين يامال الحالي وخطة التمديد
يذكر أن لامين يامال وقّع آخر عقد له مع برشلونة في صيف 2023، عندما كان لا يزال قاصراً، حيث ينص القانون الإسباني على ألا تتجاوز مدة عقود القاصرين ثلاث سنوات. وبناءً على ذلك، ينتهي عقد يامال الحالي في عام 2026. ومع ذلك، تم الاتفاق على شروط مبدئية لتمديد العقد حتى عام 2030 بمجرد بلوغ جمال سن 18 عاماً.
لكن مع تطور أداء يامال وتألقه الكبير مع الفريق الأول، أصبحت تلك الشروط غير مناسبة وفقاً لتقارير “آس”، مما دفع الطرفين إلى إعادة التفاوض. وتحرص إدارة برشلونة على عدم تكرار السيناريو الذي حدث مع ميسي، حيث كان يجدد عقده كل عامين تقريباً مع تحسينات مالية كبيرة.
يامال يركّز على الأداء والنادي يخطط للمستقبل
من جانبه، أكد لامين يامال في تصريحات سابقة أنه لن يناقش مسألة تجديد عقده حتى نهاية الموسم الحالي، مما يعكس تركيزه الكبير على الأداء داخل الملعب. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن عملية تجديد العقد لن تكون سهلة، رغم تطمينات وكيل اللاعب، خورخي مينديز، الذي أكد أن يامال “سيبقى في برشلونة بنسبة 100%”.
دروس من عصر ميسي
خلال مسيرة ليونيل ميسي مع برشلونة، وقّع النجم الأرجنتيني أول عقد رسمي له مع النادي في سن 18 عاماً، وتلاه سلسلة من التجديدات المتكررة. ففي يونيو 2005، مدد عقده حتى 2010، ثم تم تحسين شروطه المالية في سبتمبر من العام نفسه. وفي يناير 2007، وقّع ميسي على تجديد ثالث حتى 2014، تلاه تعديلات جديدة في 2008 و2009 بعد تتويج الفريق بالثلاثية التاريخية.
واستمرت التجديدات بشكل متكرر، حيث وقّع ميسي عقده السادس في 2012، والسابع في 2014، والثامن في 2017، والتاسع في نوفمبر من العام نفسه. وعلّقت “آس” على ذلك بالقول: “كان ميسي يجدد عقده كل عامين تقريباً، وهو ما تريد برشلونة تفاديه مع جمال، رغم إدراكها أن موهبته تفرض أن يكون الأعلى أجراً في الفريق”.
مستقبل واعد بخطة مدروسة
تبدو إدارة برشلونة مصممة على التعلم من أخطاء الماضي، حيث تسعى إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على نجومها والاستقرار المالي. ومع تألق لامين يامال، الذي أصبح أحد أفضل اللاعبين الشباب في العالم، يبدو أن النادي الكتالوني يعمل على تأمين مستقبله دون الوقوع في فخ الأزمات المالية التي عانى منها في السابق.
في النهاية، يبقى السؤال: هل ستنجح إدارة برشلونة في تحقيق التوازن بين الطموحات الرياضية والضوابط المالية؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
اقرأ أيضًا:
غابرييل ماغالهايس على رادار النصر السعودي.. عرض مالي ضخم يهز أرسنال