أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الاثنين، أنها منفتحة على اتخاذ خطوات جديدة للضغط على إسرائيل، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن عدم إحراز تقدم ملموس في تخفيف معاناة المدنيين قد يدفع برلين إلى مواقف أكثر حزمًا تجاه الحكومة الإسرائيلية.

موقف حازم خلال اتصال بين شولتس ونتنياهو
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، إن المستشار الألماني أولاف شولتس، أبدى موقفًا حازمًا خلال مكالمة هاتفية أجراها مؤخرًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أوضح له أن برلين مستعدة لتصعيد الضغط إذا لم يتحسن الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.
وأضاف المتحدث: “كان المستشار واضحًا للغاية في المحادثة الهاتفية، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بوضوح أننا ننتظر تقدمًا حقيقيًا على الأرض.. وفي حال غياب هذا التقدم، فإننا لن نتردد في اتخاذ خطوات إضافية.”
اجتماع أمني في برلين لمناقشة التحركات المحتملة
وأوضح المتحدث أن التهديد باتخاذ إجراءات جديدة ضد إسرائيل تم بحثه خلال اجتماع أمني لمجلس الوزراء الألماني عقد اليوم في العاصمة برلين، وناقش الوزراء خلاله سبل زيادة الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل إذا استمرت في تجاهل النداءات الدولية لتحسين الوضع في غزة.
ورغم أن المتحدث لم يقدّم تفاصيل محددة حول طبيعة الخطوات التي قد تتخذها الحكومة الألمانية، فإن مراقبين يعتبرون هذا التصريح تطورًا نادرًا في الموقف الألماني المعروف بدعمه التقليدي لإسرائيل، ما يعكس حجم القلق المتصاعد في برلين من التدهور الإنساني في القطاع.
اقرأ أيضًا
الرئيس الأوكراني يدعو لمشاركة أوروبية رفيعة في القمة المرتقبة مع روسيا
ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية غير مسبوقة، سواء من حلفائها الغربيين أو من المنظمات الدولية، للموافقة على إدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ووقف العمليات العسكرية في المناطق المكتظة بالمدنيين.
وكانت عدة دول أوروبية، من بينها فرنسا وإسبانيا وأيرلندا، قد عبّرت عن استيائها من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، بينما طالبت الأمم المتحدة بتوفير ممرات آمنة ورفع القيود المفروضة على الإغاثة الإنسانية.
تحول في نبرة برلين
وتُعد هذه التصريحات تحولًا تدريجيًا في لهجة ألمانيا تجاه إسرائيل، إذ لطالما تمسكت برلين بدعم تل أبيب “بلا شروط”، غير أن استمرار العمليات العسكرية في غزة، وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، دفع الحكومة الألمانية إلى مراجعة موقفها التقليدي، في ظل مطالب داخلية متزايدة باتخاذ موقف إنساني أكثر توازنًا.