اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر، الاثنين، إسرائيل بانتهاج سياسة “تجويع متعمدة” ضد سكان قطاع غزة، مؤكدة أن هذه السياسة الممنهجة تُدمّر صحة الفلسطينيين وسلامتهم ونسيجهم الاجتماعي.

التقرير استند إلى شهادات نازحين فلسطينيين وأفراد من الطواقم الطبية الذين عالجوا أطفالاً يعانون من سوء تغذية حاد، في مشاهد وصفتها المنظمة بـ”المروعة”.
وأشار التقرير إلى أن ما يجري في القطاع المحاصر “ليس مجرد تداعيات جانبية للحرب، بل سياسة متعمدة تستهدف المدنيين عبر حرمانهم من الغذاء والرعاية الأساسية”.
و لم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي أو وزارة الخارجية الإسرائيلية ردًا على هذه الاتهامات.
برنامج الأغذية العالمي: نصف مليون على شفا المجاعة
وفي السياق ذاته، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن أكثر من 500 ألف فلسطيني في غزة يقفون على حافة المجاعة، مشيرًا إلى أن حجم المساعدات الحالية لا يغطي سوى 47% من الاحتياجات اليومية.
اقرأ أيضًا
زيلينسكي: روسيا ترفض وقف إطلاق النار وتُعقّد جهود إنهاء الحرب
وأوضح برنامج الأغذية أن الحرب والحصار الإسرائيلي يعيقان بشكل مباشر إيصال المساعدات، مؤكدًا أنه لا يمكن استئناف عمليات التوزيع المنتظمة أو توفير الوجبات الساخنة أو حتى تشغيل المخابز المدعومة دون زيادة كبيرة في حجم الإمدادات.
وشدد البيان على أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية وضمان وصول الإمدادات الغذائية إلى مئات آلاف السكان الذين يعيشون ظروفًا وُصفت بـ”غير الإنسانية”.
الأونروا: أكثر من مليون امرأة وفتاة مهددات بالمجاعة
من جهتها، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحذيرًا خطيرًا بشأن الوضع الغذائي في غزة، مؤكدة أن أكثر من مليون امرأة وفتاة يواجهن خطر “المجاعة الجماعية” نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأشارت الوكالة إلى أن النساء والأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من نقص الغذاء، حيث تعاني الحوامل والأمهات المرضعات من انعدام الحصص الغذائية الكافية، وهو ما يهدد حياة الأمهات والمواليد على حد سواء.
تحذيرات من انهيار كامل للقطاع الصحي والاجتماعي
يرى خبراء إنسانيون أن استمرار حرمان غزة من الغذاء والدواء يعجّل بحدوث انهيار كامل للبنية الصحية والاجتماعية، خصوصًا مع تقارير تفيد بارتفاع معدلات وفيات الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى انتشار الأمراض المرتبطة بانعدام النظافة والمياه الصالحة للشرب.
ويحذّر مراقبون من أن سياسة “التجويع كسلاح حرب” قد تُفاقم تداعيات الصراع، ليس فقط داخل القطاع، بل أيضًا على المستوى الإقليمي، في ظل تحذيرات متكررة من وكالات الأمم المتحدة بأن غزة تواجه أخطر أزمة إنسانية في القرن الحالي.