في أعقاب بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دعا برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الحكومة الإسرائيلية إلى الإسراع في فتح المعابر الحدودية والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع الذين أنهكتهم أشهر من الحرب والدمار.

وقال مارتن فريك، ممثل البرنامج الأممي في ألمانيا والنمسا وليختنشتاين، في تصريحات لمجموعة “آر إن دي” الإعلامية الألمانية:“هذه اللحظة حاسمة للغاية لشعب غزة.
يجب أن يوفر وقف إطلاق النار معابر آمنة وضمانات أمنية واضحة لنقل المساعدات الإنسانية، فكل ساعة تمرّ تعني حياة أو موتًا للكثيرين.”
اقرأ ايضًا
ترامب: سأزور مصر قريبًا لحضور توقيع اتفاق غزة النهائي
مساعدات ضخمة تنتظر الإذن بالدخول
وأوضح فريك أن نحو 60 ألف طن من المواد الغذائية جاهزة بالفعل عند المعابر الحدودية في انتظار التصاريح الأمنية، بينما 100 ألف طن إضافية في طريقها إلى القطاع خلال الأيام المقبلة.
وأشار إلى أن هذه الكميات، إذا تم السماح بإدخالها، ستكون كافية لتغطية احتياجات سكان غزة لمدة 3 أشهر تقريبًا، شريطة أن يكون الوصول إلى المناطق المتضررة آمنًا ومنتظمًا.
وأكد المسؤول الأممي أن برنامج الغذاء العالمي يستعد للوصول إلى 1.6 مليون شخص في الشهر الأول فقط، من خلال توفير الخبز والدقيق والحصص الغذائية الأساسية.
البرنامج الأممي: إسرائيل تتحكم في المعابر ويجب أن تضمن سلامة القوافل
شدد فريك على أن إسرائيل تتحكم في جميع مداخل قطاع غزة، وهي المسؤولة عن السماح بمرور المساعدات وضمان أمن القوافل الإنسانية.
وأضاف أن البرنامج مستعد للتحرك “فور تلقي الضوء الأخضر”، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في القطاع “كارثي بكل المقاييس، ولا يحتمل أي تأخير إضافي”.
وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ وموجات نزوح عكسي إلى الشمال
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” حيز التنفيذ يوم الجمعة عند الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت غرينيتش، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق غزة الذي يشمل وقف العمليات العسكرية وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية.
ومع الإعلان عن الهدنة، تدفق آلاف الفلسطينيين من مناطق النزوح في الجنوب باتجاه مدنهم الأصلية في شمال غزة ومدينة غزة، على أمل العودة إلى منازلهم.
لكن القوات الإسرائيلية منعتهم مؤقتًا من التقدم قبل أن تنسحب في الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ما سمح لمئات الآلاف بالسير على الأقدام أو عبر مركبات بسيطة وسط مشاهد الدمار والأنقاض التي تغطي معظم الشوارع والمباني.
انتشار أمني لـ”حماس” بعد الانسحاب الإسرائيلي
وبالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق، بدأت قوات أمن تابعة لحركة “حماس” الانتشار في وسط وجنوب القطاع، وكذلك في أطراف مدينة غزة، تنفيذًا لبنود الاتفاق الذي يتضمن إعادة انتشار داخلية للحفاظ على الأمن والنظام العام.
مراقبون: الاختبار الحقيقي هو استمرارية الهدنة
ويرى مراقبون أن وقف إطلاق النار يمثل اختبارًا حقيقيًا لالتزام الأطراف بالاتفاق، خاصة في ظل الحاجة العاجلة لإعادة بناء ما تهدم وتوفير الإغاثة الإنسانية.
ويؤكد محللون أن نجاح الهدنة مرهون بقدرة المجتمع الدولي على الضغط لضمان تدفق المساعدات دون عوائق، باعتبارها الخطوة الأولى نحو إعادة إعمار غزة واستعادة الحد الأدنى من مقومات الحياة لسكانها.