أكدت الحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، تصاعد قلقها من التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن الجهود الحالية لإيصال المساعدات الإنسانية غير كافية، وتفتقر إلى السرعة والفعالية المطلوبة لمواجهة حجم الكارثة المتفاقمة.

المساعدات النافذة إلى قطاع غزة غير كافية
وفي تصريحات رسمية نقلتها وكالة رويترز، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن خطة إسرائيل لتوفير المساعدات الإنسانية إلى غزة “لا تفي بالغرض”، مؤكدًا أن حجم الاحتياجات في القطاع يفوق بكثير ما يتم تقديمه حاليًا من دعم غذائي ودوائي.
وأضاف: “المشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام من خارج مراكز توزيع المساعدات في غزة كانت مؤلمة للغاية، وتعكس حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون، ولا سيما النساء والأطفال.”
وتابع ستارمر: “الوضع الإنساني مروع بكل معنى الكلمة، وهناك حاجة ماسة إلى دخول كميات أكبر من المساعدات، وبوتيرة أسرع بكثير مما هو حاصل الآن.”
اقرأ أيضًا
وزير الخارجية المصري وويتكوف يناقشان اتفاق التهدئة في غزة وسبل نفاذ المساعدات
دعوة إلى تمكين الأمم المتحدة من قيادة عملية الإغاثة
شدد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة تمكين الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية المعتمدة من تولي المسؤولية الكاملة عن إيصال وتوزيع المساعدات داخل قطاع غزة، وذلك لضمان النزاهة والكفاءة وسرعة الاستجابة.
وأكد أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بجدية لإقناع إسرائيل بتسهيل هذه العملية، مضيفًا: “لا بد من منح هذه الجهات الإنسانية الموثوقة المساحة الكافية للعمل داخل قطاع غزة، دون قيود تعيق أداءها أو تؤخر الاستجابة لحاجات الناس.”
الجهود الدبلوماسية مستمرة لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين
وفي سياق متصل، كشف ستارمر عن أن الحكومة البريطانية تواصل التنسيق الوثيق مع شركائها الدوليين من أجل التوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار في غزة، معتبرًا أن الحل الإنساني لا يمكن أن يكون فعالًا دون وجود حل سياسي متكامل.
وأضاف: “نحن نبذل كل ما في وسعنا على الساحة الدولية، بالتعاون مع الحلفاء، لضمان الإفراج عن جميع المحتجزين، ووضع حد لهذا الصراع الدموي الذي يفاقم الكارثة الإنسانية.”

المملكة المتحدة تؤكد التزامها بالتحرك الإنساني والدبلوماسي
واختتم ستارمر تصريحاته بالتأكيد على التزام بلاده الثابت بدعم الجهود الإنسانية والدبلوماسية لإنهاء معاناة المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أن الوقت ينفد، وأن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لإنقاذ الأرواح ووقف الانزلاق نحو كارثة أكبر.
وقال: “غزة لا تحتاج فقط إلى مساعدات، بل إلى أمل حقيقي بإنهاء هذا الحصار والمعاناة التي لا تتوقف منذ سنوات.”