في تصعيد لافت ضد تصاعد الاحتجاجات المعادية للمهاجرين، وقّعت أكثر من 200 منظمة بريطانية معنية بحقوق اللاجئين والعمل الإنساني، رسالة مفتوحة موجهة إلى قادة الأحزاب السياسية في بريطانيا، دعتهم فيها إلى اتخاذ موقف حاسم من “تيارات الكراهية الماكرة” التي تُحرّض على العنف والتمييز ضد اللاجئين.
وجاءت الرسالة في وقت تتزايد فيه التوترات حول المهاجرين، مدفوعة بخطابات سياسية متطرفة ومعلومات مغلوطة يتم تداولها على نطاق واسع، وتحديداً من شخصيات بارزة في المشهد السياسي البريطاني.
بريطانيا تشتعل
الرسالة، التي نسّقها تحالف “معاً مع اللاجئين”، جاءت بتوقيع جهات مرموقة من بينها: منظمة العفو الدولية – فرع المملكة المتحدة، منظمة “كير فور كاليه”، “مدينة الملاذ”، “أطباء العالم”، “الحرية من التعذيب”، منظمة الإغاثة الإسلامية، “أوكسفام”، واتحاد الخدمات العامة، إضافة إلى منظمات نسوية وأخرى مناهضة للتمييز العنصري.

موجة احتجاجات أمام مراكز طالبي اللجوء في بريطانيا
الخطاب جاء ردًا على تصاعد الاحتجاجات أمام فنادق تأوي طالبي اللجوء في عدة مناطق بريطانية، والتي شهدت مشاحنات مع منظمات مدنية مناهضة للعنصرية. وتُشير منظمات المجتمع المدني إلى أن هذه التحركات يتم تحفيزها بخطاب الكراهية الصادر عن شخصيات سياسية، ما جعل الوضع أكثر قابلية للانفجار.
وجّهت الرسالة أصابع الاتهام لسياسيين بارزين من أمثال نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح، وروبرت جينريك، القيادي في حزب المحافظين، معتبرة أن خطابهم التحريضي ساهم في تأجيج الشارع البريطاني ضد اللاجئين.
وفي تصريحات أثارت جدلاً واسعًا، زعم جينريك أن “الهجرة الجماعية تهدد النساء والفتيات”، مستشهدًا بإحصائيات تم التشكيك في دقتها، ومنها أن “40% من حالات الاعتداء الجنسي في لندن العام الماضي ارتكبها أجانب”.
كما وصف حزب الإصلاح اللاجئين بـ”تهديد مباشر للنساء”، وادعت النائبة سارة بوتشين أن طالبي اللجوء “يحملون معتقدات من العصور الوسطى”، ما اعتُبر تحريضًا صريحًا على كراهية الأجانب.

دعوة لإنهاء خطاب الانقسام والتحريض
الرسالة شددت على أن هذه “التيارات السامة من الكراهية والعنصرية” تعكس فشلًا في القيادة السياسية، مطالبة القادة السياسيين بإنهاء سياسات الشيطنة ولغة الانقسام، والعمل بدلاً من ذلك على تعزيز التماسك والوحدة الوطنية.
اقرأ أيضا.. “أخطر عنكبوت” في بريطانيا.. تحذيرات طبية من عناكب الأرملة الكاذبة
وجاء في الرسالة: “المظاهرات المعادية للاجئين تحمل أصداءً مؤلمة لأعمال الشغب العنصرية في الصيف الماضي. لكن هذه الموجة من الكراهية لن تنكسر إلا إذا قرر السياسيون تحمل مسؤولياتهم ووقف الخطاب التحريضي”.
