أعادت إسرائيل صباح اليوم الثلاثاء، فتح مجالها الجوي أمام حركة الطيران المدني، وذلك بعد ساعات من الإغلاق الذي جاء كإجراء احترازي في أعقاب موجات من القصف الصاروخي أطلقتها إيران تجاه أهداف داخل إسرائيل، في واحدة من أكثر جولات التصعيد سخونةً بين الجانبين منذ اندلاع التوترات الأخيرة.

وقالت هيئة الطيران المدني في بيان رسمي، نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن القرار جاء عقب تقييم أمني دقيق للوضع الميداني، مؤكدةً أن الأجواء في مختلف أنحاء البلاد أصبحت آمنة بما يسمح باستئناف الرحلات الجوية من وإلى المطارات الإسرائيلية.
اقرأ أيضًا
ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران
مطارات إسرائيل تستأنف العمل
وأضافت الهيئة أن مطارات رئيسية مثل مطار بن غوريون الدولي، ومطارات أخرى في الجنوب والشمال، بدأت في استقبال وإقلاع الطائرات بشكل منتظم، بعد أن تلقت الضوء الأخضر من الجهات الأمنية والعسكرية المعنية بمتابعة تداعيات الهجوم الإيراني.
وأشارت إلى أن الإغلاق، الذي استمر قرابة ثلاث ساعات، كان يهدف إلى حماية الأرواح وضمان عدم تعرّض الطائرات المدنية لأي خطر محتمل خلال تحليقها في الأجواء الإسرائيلية.
هجوم إيراني بالصواريخ يتسبب في إغلاق المجال الجوي
وكانت إيران قد أطلقت، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وابلًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية، في ردٍّ متوقع على هجمات إسرائيلية سابقة استهدفت مواقع عسكرية ومرافق حساسة داخل الأراضي الإيرانية، بحسب مصادر رسمية في طهران.
وتسبّب الهجوم الإيراني في حالة من الاستنفار داخل إسرائيل، حيث دوت صافرات الإنذار في عدة مناطق، خصوصاً في العاصمة تل أبيب والمناطق الوسطى، كما تم تفعيل منظومات الدفاع الجوي لاعتراض الأهداف القادمة.
تقييمات أمنية متواصلة واستعداد لأي طارئ
وأوضحت مصادر أمنية إسرائيلية أن قرار إعادة فتح المجال الجوي لا يعني انتهاء حالة التأهب، حيث تستمر الأجهزة الأمنية والعسكرية في مراقبة الأوضاع تحسباً لأي تصعيد إضافي أو ردّ مضاد محتمل.
وأكدت أن القيادة الأمنية لا تزال تقيّم الموقف على مدار الساعة، مع وجود تعليمات بإبقاء وحدات الدفاع الجوي في حالة جاهزية تامة، إلى جانب تعزيز التواجد العسكري في بعض المناطق الحساسة.
الأجواء تعود للحياة وسط قلق شعبي
رغم عودة الرحلات الجوية، لا تزال حالة القلق تسيطر على الشارع الإسرائيلي، لا سيما في ضوء التهديدات المتبادلة بين تل أبيب وطهران، واستمرار الحديث عن احتمال اتساع رقعة المواجهة في المنطقة.
ويتوقع مراقبون أن تشهد الساعات المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة لمحاولة تهدئة الأوضاع، بينما تشير المؤشرات الميدانية إلى أن المنطقة لا تزال تقف على حافة انفجار أكبر.