دخلت المواجهة العسكرية المفتوحة بين إيران وإسرائيل يومها الرابع ما بين غارات وعمليات نوعية، وسط تصعيد غير مسبوق في وتيرة العمليات من الجانبين، ما يزيد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع واسع يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين. ومع تزايد عدد الضحايا وتوسع رقعة الاشتباكات، تتسارع التطورات على الأرض وسط قلق دولي متنامٍ.
غارات متبادلة واستهداف للبنية التحتية
شهدت ليلة أمس الأحد تصعيداً لافتاً، حيث واصلت إيران تنفيذ هجمات مستهدفة منشآت حيوية داخل إسرائيل، أبرزها مصفاة نفط، ما تسبب في أضرار بشبكة الكهرباء، كما أفاد شهود عيان بوقوع انفجارات في مناطق سكنية داخل إسرائيل، حسب وسائل إعلام عالمية.

وعلى الجانب الآخر، كشف الجيش الإسرائيلي عن تدميره أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ في إيران، وذلك يعادل نحو ثلث الترسانة الصاروخية الإيرانية، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دفرين.
وأشار دفرين إلى أن 50 مقاتلة إسرائيلية شاركت في قصف نحو 100 هدف عسكري في إقليم أصفهان وسط إيران، بينها 20 صاروخاً تم تدميرها قبيل إطلاقها بلحظات.
ضحايا بالعشرات ونزوح داخل إيران
وفيما يخص أعداد ضحايا الحرب من الجانبين، كشفت وزارة الصحة الإيرانية، عن ارتفاع عدد الضحايا في إيران إلى 224 قتيلاً، وعلى الجانب الآخر أعلنت إسرائيل عن سقوط 24 قتيلاً و592 جريحاً، بينهم 10 حالات حرجة، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين 16 يونيو 2025، وهو اليوم الرابع للحرب.
تشهد العاصمة الإيرانية طهران موجة نزوح داخلي، حيث يحاول آلاف السكان مغادرة المدينة بحثاً عن مناطق أكثر أماناً، مع تصاعد المخاوف من موجة جديدة من الضربات.
ضربات إسرائيلية مكثفة على العمق الإيراني
ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية ، فقد استهدفت الغارات الأخيرة أهدافاً تابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى منصات صواريخ باليستية وبنى تحتية للطاقة في إيران، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية العاصمة طهران، بما في ذلك مطار مهر آباد ومنظومات للدفاع الجوي.
وفي إطار ما وصفه بجهود “شل القدرات الهجومية الإيرانية”، استهدف الجيش الإسرائيلي إلى استهداف “عشرات من مواقع الصواريخ أرض-أرض” غرب إيران.
اقرأ أيضًا:
منشأة فوردو النووية الحصينة.. لماذا تعجز إسرائيل عن ضرب قلب البرنامج الإيراني؟
تسريبات حول خطة اغتيال خامنئي ونفي رسمي
وفيما يخص الموقف الأمريكي بتطورات النزاع بين إسرائيل وإيران، كشف مسؤولان أميركيان عن رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بينما نفى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي وجود أي نية لاستهداف القيادة السياسية الإيرانية.
مواقف وتصريحات: إيران تدعو لتماسك داخلي وإسرائيل تهدد بالمزيد
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال كلمة له في البرلمان، أن إيران “لم تسعَ إلى الحرب ولا تسعى لامتلاك سلاح نووي”، مشدداً على أهمية “تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان”.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواصل عملياتها حتى “شل قدرة إيران على تهديد أمنها”، مؤكداً أن العمليات العسكرية مستمرة، وسط تواصل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة من الجانب الإيراني.
دعم أميركي ضمني وتحذيرات من اتساع الصراع
أفادت مصادر في البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية بأن العملية العسكرية مرشحة للاستمرار “لأسابيع وليس لأيام”، مشيرين إلى وجود دعم أميركي غير معلن في هذه المرحلة، دون استبعاد تدخل عسكري مباشر في حال تطور الأمور بشكل أكبر.
ومع استمرار التصعيد الحربي بين طهران وتل أبيب، تبدو المنطقة على حافة هاوية خطيرة، في ظل تصاعد العمليات العسكرية وتبادل الغارات، وتزايد الضحايا، وغياب مؤشرات حقيقية على قرب انتهاء النزاع، بينما تتابع القوى الدولية بقلق بالغ التطورات المتسارعة خشية تحولها إلى حرب شاملة قد تخرج عن السيطرة.