حرب غزة بين الضغط العسكري والنهاية – يواصل الجيش الإسرائيلي الضغط العسكري والتدمير الممنهج والقتل المقصود للمدنيين في غزة، بزعم أن هذا هو ما سيدعو الفلسطينيين للإفراج عن الأسرى. ويواصل الفلسطينيون الصمود والتحمّل، وربما المقاومة أحيانًا.
«حرب غزة بين الضغط العسكري والنهاية»
ربما لا يرى البعض نهاية للحرب، ولكن الواقع أن نهايتها أقرب مما نتخيّل. ويطالب البعض حماس بإبداء مزيد من المرونة، بل وترك غزة والرحيل، فيما يؤكد قادة حماس أنها باقية في غزة، بل وأنها هي “اليوم التالي للحرب”.
ربما لا تكون آراء الطرفين هي الحقيقة المطلقة، ولكن الواقع أن لدينا رئيسًا أمريكيًا قويًا يستطيع الضغط لإنهاء الحرب في أي وقت. وقد جُرّب الضغط على حماس، بما وُصف بـ”فتح أبواب الجحيم”، لأكثر من شهر، فلم يُفلح هذا في إجبار الفلسطينيين على إنهاء الحرب. والآن، ربما يكون الوقت قد حان للضغط على إسرائيل.
لدى ترامب هدف شبه مُعلن، وهو أن يحصل على جائزة نوبل للسلام. وهو يخطط للحصول على هذه الجائزة عن طريق إنهاء الحرب (لا يهم كيف، حتى لو كان ذلك بإبادة الفلسطينيين)، وإقامة علاقات سلام دائم بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
لا يبدو أن السعودية ترفض المبدأ، وهو عمل نوع من التطبيع، ولكن التوقيت قاتل وربما يتسبب في عدم استقرار في المملكة، فلن يكون من الممكن تنفيذ التطبيع في ظل استمرار قتل الفلسطينيين وتدمير بلادهم ومحاولة طردهم منها.
يخطط ترامب لزيارة السعودية في مايو القادم، حيث يريد أن يخصّها بأول زيارة خارجية في ولايته الجديدة. وبالتالي، يعتقد أن هذه الزيارة ربما تكون الوقت المناسب لطرح الموضوع. ولأنه ذكي ويعرف القيود، فقد كان جانب مهم — وغير مُعلن — من زيارة نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة هو ضرورة إنهاء الحرب بكافة الطرق، ربما خلال ثلاثة أسابيع، حتى تتاح قبل الزيارة فترة هدوء، ربما تكون أسبوعين مثلًا، تتيح طرح الموضوع.
وغالبًا، بعد فترة المهلة، إذا لم تكن الحرب قد توقفت، سيفرض ترامب على إسرائيل خطة سلام تُجبرها على إنهاء الحرب، ولن يقبل الرفض لأنه يتعلق بطموحه الشخصي.
ربما كان هذا أحد الأسباب التي جعلته لا يُبدي معارضة عندما أشركه الرئيس السيسي في الاجتماع الثلاثي مع الرئيس ماكرون والملك عبد الله، ليخبروه بدعمهم لخطة مصر لوقف الحرب وإعادة إعمار غزة.