تستعد العاصمة الصينية بكين، لاستضافة قمة منظمة شنغهاي للتعاون في وقت لاحق من الشهر الجاري، وسط تطلعات صينية لتعزيز حضورها السياسي والأمني في المنطقة، ومن المقرر أن يترأس الرئيس الصيني، شي جين بينغن أعمال القمة التي ستشهد مشاركة رفيعة المستوى من أبرز قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى جانب أكثر من 20 قائدًا دوليًا.

القمة تُعقد في تيانجين نهاية أغسطس
وفي مؤتمر صحفي عقده، اليوم الجمعة، أعلن مساعد وزير الخارجية الصيني، ليو بين، أن القمة ستنعقد في مدينة تيانجين يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر، موضحًا أن التحضيرات جارية على قدم وساق لاستقبال الوفود الرسمية، وعرض “خطط جديدة” لتعميق التعاون بين الدول الأعضاء والمراقبين في المنظمة.
وأشار ليو إلى أن القادة سيبحثون سبل “تعزيز التضامن الإقليمي، وتوسيع نطاق التعاون الأمني والاقتصادي، ومواجهة التحديات المشتركة التي تهدد استقرار المنطقة والعالم”.
توقيت دقيق ورسائل إستراتيجية من الصين
تأتي القمة في وقت حسّاس إقليميًا ودوليًا، إذ تسبق أيامًا قليلة من عرض عسكري ضخم تخطط الصين لتنظيمه، هو الأضخم منذ سنوات، وتُعدّ هذه القمة فرصة لبكين لإعادة تأكيد مكانتها كقوة موازنة في وجه الهيمنة الغربية، في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بسبب الملفات التجارية والسياسية.
وتسعى الصين إلى توظيف التغيرات الجيوسياسية، بما في ذلك سياسات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاحتضان قوى إقليمية فاعلة في محيطها، خصوصًا في ظل تراجع الثقة في السياسة الأمريكية تجاه قضايا مثل الصراع في غزة، وفرض الرسوم الجمركية.
قادة بارزون بين الحضور: إيران والهند وماليزيا
وأكد المسؤول الصيني أن قائمة الضيوف تضم أسماء بارزة، من بينها الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في مؤشر إلى سعي بكين لإيجاد أرضية مشتركة بين خصوم إقليميين ضمن إطار المنظمة.
كما سيحضر رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، القمة وذلك قبل استعداده لاستضافة قمة أخرى في أكتوبر المقبل، سيشارك فيها دونالد ترامب، وقادة من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
اقرأ أيضًا:
مفوّض “الأونروا” ينبّه: أطفال غزة الأكثر جوعًا مهددون بالموت الوشيك
منظمة شنغهاي للتعاون: تكتل يزداد نفوذه
تُعتبر منظمة شنغهاي للتعاون تكتلاً إقليميًا متصاعدًا في قوته وتأثيره، وتضم في عضويتها كلًّا من الصين وروسيا والهند وإيران وكازاخستان وباكستان وأوزبكستان وعدد من الدول الأخرى، وتهدف إلى تعزيز التعاون الأمني، ومكافحة الإرهاب، وتوسيع الشراكات الاقتصادية في آسيا الوسطى وجنوبها.
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2001، لكنها شهدت توسعًا لافتًا في عضويتها وتأثيرها خلال العقدين الماضيين، وتُعدّ اليوم منصة بديلة أو موازية للمنظمات الغربية، تسعى الصين وروسيا عبرها إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب.