أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاولات الدول الغربية المستمرة لدفع أوكرانيا نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تُعد أحد الأسباب الجوهرية للأزمة الأوكرانية الحالية، مشددًا على أن هذا التوجه يمثل تهديدًا مباشرًا وحقيقيًا للأمن القومي الروسي.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في مدينة تيانجين الصينية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس” اليوم الاثنين.
الانقلاب في كييف عام 2014 نقطة تحول
أوضح بوتين أن جذور الأزمة الأوكرانية تعود بشكل أساسي إلى ما وصفه بـ “الانقلاب الذي دبّره الغرب في كييف عام 2014″، معتبرًا أن هذا الحدث كان البداية الفعلية لتدهور العلاقات بين موسكو وكييف، ولانفجار الأزمة التي استمرت حتى اليوم.
اقرأ أيضًا
مصر : لا يمكن القبول باستخدام التجويع لتركيع الشعب الفلسطيني
وأضاف أن الدول الغربية، بدلاً من دفع أوكرانيا نحو مسار تفاوضي متوازن، سعت إلى استخدام الملف الأوكراني أداة لإضعاف روسيا وتطويقها استراتيجيًا.
ميثاق الأمم المتحدة مرجع ثابت
شدد الرئيس الروسي على أن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي وُضعت عقب الحرب العالمية الثانية، والتي تشمل سيادة القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ما زالت تمثل أساس النظام العالمي رغم محاولات البعض تجاوزها أو تهميشها.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة، التي تحتفل هذا العام بالذكرى الثمانين لتأسيسها، لا تزال الإطار الذي يضمن استقرار العلاقات الدولية إذا تم الالتزام بمبادئها بعيدًا عن سياسة الهيمنة والأحادية.
منظمة شنغهاي والتوجه نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب
قال بوتين إن منظمة شنغهاي للتعاون تعمل على ترسيخ هذه المبادئ من خلال جمع الدول الأعضاء على أرضية مشتركة تقوم على احترام السيادة والتعاون المتكافئ.
وأضاف أن الوثائق المزمع توقيعها خلال القمة ستعكس مواقف منسقة بين الأعضاء تجاه أبرز القضايا الدولية والإقليمية، بما يتماشى مع هدف بناء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب، بعيدًا عن “سيطرة القوى الغربية على النظام الدولي”، على حد وصفه.
سياق دولي مشحون
تأتي تصريحات بوتين في وقت يشهد فيه الملف الأوكراني تصعيدًا متواصلاً، سواء عبر الجبهة العسكرية أو على الصعيد الدبلوماسي، إذ تواصل روسيا التأكيد أن توسع الناتو شرقا يمثل خطًا أحمر بالنسبة لها، بينما يرى الغرب أن دعم كييف ضرورة لمواجهة ما يعتبره “تهديدًا روسيًا لأمن أوروبا”.