أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تسعى بجدية لتطوير علاقاتها مع كل من الصين ومنغوليا، مشددًا على أن الشراكة الثلاثية بين موسكو وبكين وأولان باتور تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. جاء ذلك خلال اجتماع ثلاثي عقد في العاصمة الصينية بكين، بحضور قادة الدول الثلاث.

التعاون الثلاثي: شراكة قائمة على المنفعة المتبادلة
قال بوتين إن روسيا تتطلع إلى تنمية متعددة الأطراف للعلاقات مع الصين ومنغوليا، واصفًا الدولتين بأنهما “جارتان طيبتان”. وأضاف أن موسكو ترى من الضروري أن يشمل التعاون بين الأطراف الثلاثة مجالات أوسع، وألا يقتصر على الشق السياسي والاقتصادي فحسب، بل يمتد إلى المجالات الإنسانية والعلمية والثقافية.
اقرأ أيضًا
بوتين: توسع الناتو نحو أوكرانيا يهدد الأمن القومي الروسي
محادثات مفتوحة وبناءة
أوضح الرئيس الروسي أن المحادثات مع قادة الصين ومنغوليا ستكون، على حد وصفه، “تقليدية ومفتوحة وذات مغزى”، مشيرًا إلى أن أجندة الاجتماع ستتناول أبرز القضايا ذات الأولوية، سواء على المدى القريب أو المتوسط. ولفت إلى أن الحوار الثلاثي يوفر أرضية مناسبة للتفاهم حول التحديات المشتركة والفرص المتاحة أمام الدول الثلاث.

قواسم مشتركة ورؤية مشتركة للمستقبل
أشار بوتين إلى أن روسيا والصين ومنغوليا تتقاسم الكثير من القواسم المشتركة، خاصة في ما يتعلق بالرغبة في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي. وأكد أن المصالح المشتركة التي تجمع البلدان الثلاثة تشكل أساسًا متينًا لبناء شراكة متوازنة تساهم في استقرار الإقليم وتعزيز التنمية المستدامة.
تعاون استراتيجي متنامٍ
تأتي هذه التصريحات في سياق مسار متنامٍ من التعاون الروسي–الصيني الذي تعزز بشكل لافت منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية وتزايد الضغوط الغربية على موسكو. وفي الوقت ذاته، تسعى منغوليا إلى لعب دور محوري كحلقة وصل جغرافية واقتصادية بين العملاقين الآسيويين.
كما تندرج هذه اللقاءات ضمن سلسلة من الجهود الرامية إلى إرساء إطار ثلاثي للتنسيق يشمل مشروعات اقتصادية كبرى، إضافة إلى التعاون في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والتدريبات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا، والتي تحظى بمتابعة دولية واسعة.