أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن القمة التي جمعته بنظيره الأميركي دونالد ترامب في ألاسكا، الجمعة، كانت “مفيدة للغاية” و”عُقدت في التوقيت المناسب”، مشددًا على أن موسكو تحترم رغبة واشنطن في وقف القتال في أوكرانيا بأسرع ما يمكن.

عرض شامل للموقف الروسي
وأشار بوتين، في حديثه مع مسؤولين كبار في موسكو، إلى أنه ناقش مع ترمب سبل تسوية الأزمة الأوكرانية على أسس عادلة، مؤكداً أنه استغل اللقاء لعرض الموقف الروسي “بهدوء وبالتفصيل”، وشمل الحوار جميع أوجه التعاون الثنائي.
اقرأ أيضًا
إسرائيل تشتعل.. أكثر من 350 مظاهرة ورسالة مباشرة للحكومة
وقف الأعمال القتالية
وشدد الرئيس الروسي على أن بلاده تفضّل وقف الأعمال القتالية في أقرب وقت، واللجوء إلى الوسائل السلمية لحل القضايا العالقة، مؤكداً أن معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى اندلاع الحرب يجب أن تكون أساس أي تسوية سياسية.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن أربعة مصادر مطلعة، أن بوتين اشترط انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة دونيتسك الشرقية كشرط رئيسي لإنهاء الحرب، معربًا عن استعداده لتجميد خطوط المواجهة في منطقتي زابوريجيا وخيرسون في حال تلبية هذا المطلب.
أوكرانيا تحتاج إلى حل تفاوضي
من جانبه، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن أوكرانيا ينبغي أن تتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، قائلاً: “روسيا قوة كبيرة جداً، وهم (الأوكرانيون) ليسوا كذلك”، في إشارة إلى ضرورة التوجه نحو حل سياسي ينهي النزاع المستمر.
بدأ النزاع بين روسيا وأوكرانيا في عام 2014 عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتصاعد الصراع في شرق أوكرانيا مع دعم روسي للانفصاليين في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك. وفي فبراير 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أوكرانيا، مما أشعل حربًا شاملة تسببت في أزمة إنسانية وأمنية غير مسبوقة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ومنذ ذلك الحين، دخل الطرفان في مواجهات مستمرة، وفرض الغرب عقوبات اقتصادية على موسكو، في حين تلقت كييف دعمًا عسكريًا وماليًا واسع النطاق من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. ورغم محاولات عديدة للوساطة والتهدئة، لا يزال القتال مستمرًا، خاصة في شرق وجنوب أوكرانيا.
ويُعد مطلب روسيا بالسيطرة الكاملة على مناطق مثل دونيتسك وزابوريجيا من أبرز نقاط الخلاف في أي مفاوضات سلام، بينما تصر أوكرانيا على استعادة كامل أراضيها بما في ذلك القرم.