أعلنت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أنها نشرت طائرات مقاتلة بولندية وأخرى تابعة للحلف، فجر السبت، لحماية مجالها الجوي بعد شن روسيا سلسلة من الضربات الجوية على غرب أوكرانيا قرب الحدود البولندية.

حالة تأهب قصوى على الجناح الشرقي للناتو

أكدت قيادة العمليات في الجيش البولندي، في بيان نُشر على منصة إكس، أن “الطائرات البولندية والحليفة تعمل حالياً في مجالنا الجوي، بينما جرى وضع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية والرادار في أعلى درجات التأهب”.

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه دول الجناح الشرقي للناتو حالة استنفار متزايدة، بعد أن أسقطت بولندا مطلع سبتمبر طائرات مسيرة يُشتبه بأنها روسية دخلت مجالها الجوي، كما شهدت إستونيا خرقاً جوياً خطيراً أمس الجمعة، حيث اخترقت ثلاث طائرات عسكرية روسية مجالها الجوي لمدة 12 دقيقة.

إنذارات جوية واسعة في أوكرانيا

في الساعة 03:40 بتوقيت غرينتش، أطلقت القوات الجوية الأوكرانية إنذارات شاملة بغارات جوية شملت معظم أنحاء البلاد، محذّرة من هجمات روسية باستخدام صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة هجومية.

وبحسب الجيش البولندي، فإن الطائرات المقاتلة استمرت في عملها حتى بعد الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت غرينتش بقليل، قبل أن تُعلن انتهاء العملية مع توقف الضربات الجوية الروسية ضد غرب أوكرانيا. وأوضح البيان أن هذه الإجراءات كانت “وقائية وتهدف إلى تأمين المجال الجوي في المناطق الحدودية المهددة”.

العثور على آخر طائرة مسيّرة سقطت في بولندا

وفي سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء البولندية الرسمية أن السلطات عثرت على ما يُعتقد أنها آخر طائرة مسيّرة من أصل 24 كانت قد دخلت المجال الجوي البولندي قبل عشرة أيام.

وقال داريوش برودوفسكي، المتحدث باسم مكتب المدعي العام في منطقة أولشتين، إن الطائرة وُجدت في أحد الحقول الزراعية ببلدية كورشه شمال شرق بولندا. وأضاف: “نعتقد في هذه المرحلة أنها آخر الطائرات المسيرة التي دخلت الأراضي البولندية ليلة العاشر من سبتمبر”.

اقرأ أيضًا:

نتنياهو يطلب تدخل ترامب.. توتر جديد بين القاهرة وتل أبيب بسبب التحركات العسكرية المصرية في سيناء

توتر متصاعد بين روسيا وحلف الناتو

تكشف هذه الحوادث المتتالية عن حجم التوتر المتزايد بين روسيا ودول الناتو، خاصة على الجبهة الشرقية للحلف. فبينما تكثف موسكو ضرباتها الجوية ضد أهداف في أوكرانيا، تزداد المخاوف في العواصم الأوروبية من خطر امتداد الحرب إلى أراضي دول الحلف.

ويرى خبراء عسكريون أن نشر بولندا طائراتها بالتنسيق مع قوات الناتو رسالة واضحة لموسكو بأن أي خرق للمجال الجوي لدول الحلف سيقابل برد سريع، في إطار مبدأ الدفاع الجماعي المنصوص عليه في المادة الخامسة من معاهدة واشنطن.

مع تزايد الهجمات الروسية على غرب أوكرانيا وارتفاع وتيرة خروقات الطائرات المسيّرة، تؤكد بولندا ودول الجناح الشرقي للناتو أنها في حالة تأهب قصوى لحماية أجوائها. ويعكس ذلك مدى خطورة الوضع الأمني في المنطقة، واحتمالية انتقال الحرب الأوكرانية إلى مرحلة أكثر حساسية قد تضع الحلف مباشرة في مواجهة مع روسيا.