أعلن رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب الأمريكي، النائب الجمهوري جيمس كومر، أن اللجنة تعمل على ترتيب جلسة استجواب مغلقة مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، في إطار تحقيق موسع حول تعامل الحكومة الاتحادية مع قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المدان سابقًا بارتكاب جرائم جنسية واستغلال قاصرات.
الجمهوريون يسعون لاستدعاء كلينتون رسميًا
وخلال حديثه للصحفيين في مبنى الكابيتول، أوضح النائب جيمس كومر، وهو أحد أبرز القيادات الجمهورية في الكونغرس، أن اللجنة تعمل على الحصول على إفادة مباشرة من بيل كلينتون، مشيرًا إلى أن التقارير العامة وشهادات الناجين والوثائق الرسمية “تُظهر وجود علاقات أوثق مما كان يُعتقد سابقًا بين كلينتون وإبستين”.

وأضاف كومر: “تظهر الأدلة المتاحة أن بيل كلينتون كانت تربطه علاقات أوثق بكثير بإبستين مقارنة بالرئيس دونالد ترامب، ونعمل على استدعاء الرئيس الأسبق للإدلاء بشهادته أمام اللجنة.”
اللجنة تكشف آلاف الوثائق وتؤكد: لا دليل على تورط ترامب
وأكد رئيس اللجنة أن التحقيقات الجارية تراجع تعامل الحكومة الأمريكية مع ملف إبستين، مشيرًا إلى أن اللجنة أصدرت عشرات الآلاف من الصفحات من الوثائق الرسمية، بما في ذلك ملفات تم جمعها من تركة إبستين بعد وفاته الغامضة في السجن عام 2019.
وقال كومر إن “الأدلة التي توصلت إليها اللجنة حتى الآن تشير إلى عدم تورط الرئيس ترامب بأي شكل من الأشكال في الأنشطة التي ارتبطت بإبستين”.
رسالة مزعومة تثير الجدل بين الجمهوريين والديمقراطيين
وفي المقابل، نشر أعضاء ديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب رسالة يُزعم أن دونالد ترامب كتبها لإبستين عام 2003 بمناسبة عيد ميلاده، أي قبل ثلاث سنوات من توجيه أول اتهامات جنسية ضد إبستين.
لكن البيت الأبيض نفى صحة هذه الرسالة تمامًا، معتبرًا أنها “ملفقة” ولا تستند إلى أي أساس موثق.

استمرار التحقيق رغم الإغلاق الحكومي
وفي تطور آخر، أوضح رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون أن لجنة الرقابة تواصل تحقيقها في القضية رغم الإغلاق الحكومي الجزئي الذي بدأ في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) بعد فشل الكونغرس في إقرار ميزانية السنة المالية لعام 2026.
ودخل الإغلاق الحكومي يومه الحادي والعشرين، ما تسبب في شلل جزئي للوكالات الفيدرالية، بينما تواصل اللجان البرلمانية تحقيقاتها الحساسة.
اقرأ أيضًا:
وسائل إعلام أمريكية: ولي العهد السعودي يزور البيت الأبيض لتوقيع اتفاق دفاعي تاريخي مع ترامب
دعوات للكشف عن جميع سجلات إبستين
في سياق متصل، وقع جميع النواب الديمقراطيين في مجلس النواب، إلى جانب أربعة نواب جمهوريين، على عريضة رسمية تدعو إلى إلزام وزارة العدل الأمريكية بنشر جميع السجلات غير السرية المتعلقة بجيفري إبستين على الملأ.
ومن المنتظر أن تكون أدليتا جريجالفا، النائبة المنتخبة حديثًا عن ولاية أريزونا، التوقيع رقم 218 على العريضة، وهو الرقم المطلوب لتحريك إجراء رسمي داخل المجلس، بعد فوزها في انتخابات خاصة في سبتمبر/أيلول الماضي خلفًا لوالدها الراحل.

لكن رئيس المجلس مايك جونسون رفض حتى الآن السماح للنائبة المنتخبة بأداء اليمين الدستورية خلال فترة توقف الجلسات، مما يؤخر تصديق العريضة رسميًا.
ويقول مراقبون في واشنطن إن هذا الجدل يعكس التوتر السياسي المتزايد بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن القضية، التي لا تزال تثير أسئلة حساسة عن علاقات شخصيات بارزة في عالم السياسة والأعمال بالإبستين وشبكته الواسعة.
من هو جيفري إبستين؟
كان جيفري إبستين رجل أعمال أمريكيًا ثريًا وصاحب علاقات واسعة مع سياسيين ومشاهير حول العالم، أُدين إبستين عام 2008 بارتكاب جرائم تتعلق بالاستغلال الجنسي لقاصرات، ثم اعتُقل مجددًا في عام 2019 بتهم مماثلة قبل أن يُعثر عليه ميتًا في زنزانته في سجن مانهاتن الفيدرالي، في حادثة وُصفت رسميًا بأنها انتحار، لكنها ما زالت تثير جدلًا واسعًا وشكوكًا حول ملابساتها الحقيقية.
